1-الفصام -
schizophrenie1 تعريف المصطلح
مصطلح الشيزوفرينيا مشتق من لفظتين هما الشيزو" ومعناها انقسام و"فرينيا" معناها العقل، وفي ذلك تنويه بأن المرض يحدث انقساما أو انفصاما في العمليات العقلية.
2- مدى حدوث الفصام
الفصام هو أكثر الأمراض الذهانية انتشارا، حيث يصيب حوالي 0.5% إلى 0.8% من مجموع السكان. فهم يكونون حوالي 25 إلى 33% من المرضى الذين يدخلون إلى مستشفيات الأمراض العقلية لأول مرة. وتبلغ نسبة الفصاميين حوالي 50% من المرضى العقليين المزمنيين الذين يقيمون بالمستشفيات الخاصة بالمرض العقلي. وتظهر معظم حالات الفصام عادة بين 15 و30 سنة وتصل إلى 45 سنة والفصام أكثر انتشارا لدى النساء بعد سن الثلاثين. وينتشر الفصام في الأماكن المزدحمة بالسكان والطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، وبين العزاب أكثر من المتزوجين.
3- الشخصية الفصاموية
تتسم الشخصية الفصاموية بالسمات التالية:
الانطواء والانعزال والفردية والسلبية والكتمان، والانغلاق على النفس
الحساسية الزائدة والخجل والعناد عدم القدرة على تكوين علاقات وصداقات شخصية واجتماعية سليمة
السلوك الغريب الأطوار وعدم القدرة على مجابهة الواقع استخدام حيل الهروب والتعويض كاليات دفاعية بشكل مفرط
الاستبطان والاستغراق في الخيال، وتجنب الواقع والاستغراق في أحلام اليقظة
4- نظرة مدرسة التحليل النفسي للفصام
ترى مدرسة التحليل النفسي أن الصراع المستمر بين الأنا الأعلى" و "الهو" يؤدي إلى انسحاب "الأنا" فتعيش الشخصية مرحلة انفصام عن الواقع، مما يجعل المريض يوجه الطاقة اللبيدية للداخل بدلا من توجيهها إلى الخارج، وبالتالي ينكص إلى المرحلة الفمية، فيتمركز حول ذاته وتتشوه علاقته بالخارج.
5- أشكال البدء للذهان الفصامي يمكن تصنيف أشكال البدء إلى أربعة مجموعات:
الأشكال التطورية والمخادعة للأمراض العقلية: توجد استمرارية في تكوين هذه الأشكال، والتي تأخذ المريض رويدا رويدا نحو الفصام، حيث تبدأ على شكل اضطرابات عصابية واضطرابات تمس الطبع وتتجه نحو التشكل الفصامي النموذجي
البدء مباشرة بعد حالة ذهانية هذيانية أو كثاثونية حادة: ويطلق على هذه الأشكال مصطلح "الفصام" ذو البدء الحاد.
- البدء من خلال الإصابة الدورية لحالات فصاموية.
البدء على شكل إصابات أحادية العرض.
أ- الأشكال التطورية والمخادعة للبدء وعلاقتها بطبع شخصية ما قبل الفصام:
البوابة التي تفتح على الذهان الفصامي تتكون هنا من ذلك التنظيم الذي تظهره الشخصية الفصاموية، ويمكن تصنيف نمطين من الطبع ما قبل الفصام: الفصاموية التطورية، وعصابات ما قبل الفصام.
الفصاموية التطورية: كشكل من أشكال البدء الخفي، وتتظاهر بعدة أعراض وعلامات وملامح منها: تراجع المردود الذهني والعملي: حيث يفشل المريض في دراسته أو مهنته بينما كان قبل ذلك فردا ناجحا ولامعا.
الاهتمام الزائد ببعض الأعمال التي كان يميل إليها سابقا (كالرياضة، الموسيقى، المطالعة).
تغيرات على مستوى الطبع كالامبالات وإهمال الذات والعدائية تجاه المحيط والمعارضة للأسرة والمزاج العبوس والانعزال عن الآخرين،
الاجترارات الفكرية الغاضبة.
اضطراب السلوك الاجتماعي كالانضمام إلى المجموعات المتطرفة والمنعزلة اجتماعيا (كالالتحاق بالمدمنين على الخمر أو المخدرات).
اهتمام مفاجئ بالسحر والفلسفات الروحية والالتحاق بمجموعات تمارس بدعا وطقوسا، شاذة مما يتمحور تفكير المريض وتمثلاته حول هذه المواضيع. .
أشكال البدء الخفي والبطيء للعصاب قبل فصامي:
في هذه الأشكال يمكن مشاهدة سلوكات شبه رهابية: كرهاب المواقف، الرهاب الاجتماعي وهي عبارة عن سلوكات تتجنب الآخر، ويرتبط الحصر بتمثلات ذهنية كالخوف من حدوث كوارث عامة.
- مظاهر وسواسية ما قبل الفصامية:
ترتبط هذه المظاهر بتصورات مثالية. كأن يكثر الشخص من الاغتسال بهدف تطهير الذات، وأفكار روحانية وفلسفية اجترارية وتأخذ شكلا نمطيا وميكانيكيا.
- فرط التعبير والامائية و المبالغة في المظاهر والسلوكات المتناقضة.
- أعراض هستيرية: تأخذ شكل نوبات تتسم بالنمطية والبرود والصمت، في أحيان كثيرة يميل المريض إلى توجيه انتقادات لادعة لمحيطه وفي أحيان أخرى بشكل عدائي وعاصف. في مثل هذه الحالات تكثر مشاهدة الاضطرابات العدائية كفقدان الشهية، أو الشراهة.
القلق المشحون بالتوهمات:
هنا نشاهد البدء من خلال بعض أشكال القلق المشحون بالتوهمات، فتظهر بعض المواضيع كالتملك والإسكان والتهديد الجسدي والحمل الكاذب. هذه الأشكال من القلق المشحون بالتوهمات تحدث لدى فرد يبدي اهتماما مفرطا بجسده ووظائفه، فيناله القلق من وحدة هذا الجسد وشكله وهويته، فيشعر بأن صورته الجسدية مضطربة فتظهر علامات أولى لضياع الشخصية ورهاب التشوه الجسدي. فيقتنع المريض بأن شكله قبيح ومنفر، مما يدفعه أحيانا إلى القيام بعمليات جراحية تجميلية، إلا أن الحصر يشتد.
قد تتخذ هذه الاهتمامات المقلقة الأبعاد الجنسية، فيقتنع المريض سواء كان ذكرا أو أنثي بأنه حامل أو أن أعضاؤه الجنسية تندثر أو أنه يفقد هويته الجنسية.
كثيرا ما يتعلق القلق بالجهاز الهضمي، فيحدث قبض وهمي مما يؤدي بالمريض اللجوء إلى طقوس غذائية معينة.
ب- البدء من خلال الذهان الوظيفي الحاد:
الاجتياح التدريجي للهذيان: هنا نلاحظ هجمات تدريجية للهذيان إلى أن تأخذ الشكل الثابت والمستقر للهذيان الذي يشير إلى تصدع "الأنا". يمكن مشاهدة هذا الشكل من خلال الاتصال المباشر مع الأخصائي، حيث أن المريض يبدي بطء شديد في الاستجابة لما يطلب منه، سلوكات الرفض، الحذر، الاختلاس،... عموما
تكون الهذيانات بدون رابطة منطقية. تترافق هذه الاضطرابات بالآلية الذهنية والمظاهر الهلوسية.
Le syndrome d'automatisme mental s'installe avec ses phénomènes hallucinatoires (écho de la pensée, vole de la pensée). Ce sont généralement des thèmes hypochondriaques, d'influence, d'empoisonnements, de transformation, de possession diabolique ou érotique .
من الصعوبة وصف الأعراض والمميزات الخاصة لهذه النوبات الهذيانية إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الدلالات المرضية التالية التي توحي بالتطور نحو الفصام: الهلاوس النفسية، وتناذر الآلية الذهنية (صدى وسرقة الأفكار، تناذر التأثير الهذياني، التعابير الغريبة والمجردة للهذيان، عدم وعي المريض بحالته)
- حالة الهياج الهوسي تأخذ شكل تناذر من النمط الهوسي، إلا أن حالة الاهتياج تكون آلية ولا يكون المزاج عفويا، كما يتميز بالألم، وتوجد أحيانا عناصر تسمح بتمييز الهجمة الفصامية عن الهجمة الهوسية كالخصائص الإيمائية والتعبيرية للفصام كعناصر التفكك، مظاهر كثاثونية، الانطواء
- حالات انهيارية (سوداوية) يتسم البدء الانهياري للفصام بأحاسيس الغرابة وأفكار التعقب، وتتميز عن الحالات الانهيارية الأخرى بتمحورها منذ البدء بمواضيع محددة.
حالات الخلط الحلمي: يمكن للحالات الخلطية الحلمية أن تتطور إلى حالة من الفصام إلا أنها ناذرة المصادفة، فيصعب تمييزها عن الخلط الذهني ج- الأشكال الدورية للبدء لقد قمنا سابقا بوصف أشكال البدء البطيئة والتطورية، ثم أشكال البدء الذهانية الحادة، أما الاحتمال الثالث الأشكال البدء تتم على شكل الاقتحام التدريجي والتطوري للفصام. الأشكال الدورية الهوسية الانهيارية هي أشكال واضحة المعالم في تطورها نحو الفصام، سواء من خلال نوبة تغيم الوعي هستيرية الشكل، أو النوبات الفصامية الهوسية - schizomaniaque وهي نوبات تسيطر عليها العلامات التالية: العبوس
، الأحلام والسلبية لقد لاحظ موز - Mauz أن الحالة الفصامية تظهر بعد النوبة الثالثة من هذه الأشكال الدورية التطورية.
د- أشكال أحادية العرض سميت هذه الأشكال بأحادية العرض نظرا للطبع الغامض واللغزي لمجموعة من الأفعال الاندفاعية التي يقوم بها ببرودة تامة كقتل أحد الوالدين أو أي شخص غریب وإذا سئل المريض عن سبب فعلته لا يتمكن من تقديم أي مبررات في بعض الأحيان يرتكب المريض أفعال أخرى أقل خطورة من القتل ولكنها تأخذ نفس القيمة العيادية. ومن هذه الأفعال ما يلي: الخلاعة الجنسية، فعل عدواني شنيع، هروب، اعتزال تام، محاولة الانتحار، الختان الذاتي.
6- الدراسية العيادية للتناذرات الفصامية أبرز التصنيف الأمريكي الحديث DSM III أربع تناذرات أساسية
- التناذر الفصامي التفككي
- التناذر الفصامي المتمركز حول الذات
- التناذر الفصامي الزوراني
- التناذر الفصامي الكثاثوني
أ- التناذر التفككي الفصامي
يمثل هذا التناذر عياديا تفكك كل النشاطات والوظائف الذهنية النفسية، العاطفية والعلائقية والسلوكية. يعتبر "بلولر" هذا التناذر بأنه السمة الجوهرية التي تميز الفصام عن باقي الاضطرابات العقلية الأخرى. يؤدي التفكك الوظيفي إلى غرابة الشخصية وتباينها وتناقضها، كما سوف نلاحظه من خلال عرضنا لمختلف اضطرابات هذا التناذر:
- اضطرابات الوعي بالذات والمحيط
تترافق هذه الاضطرابات بحالة قلق وحصر وقد تدخل في الأزمات الحادة ضمن الهجمة الهذيانية، إن اضطراب الوعي بالذات والمحيط يؤدي إلى فقدان الشخص الهويته النفسية والجسدية، فينمو لديه شعور بالتجزء والتقطع والاحساس بالغرابة وضياع الشخصية واضطراب علاقته بالواقع، فتنشأ لدى المريض شكوك حول
الأشياء المحيطة به وأناه الجسدي فيكثر التأكد من سلامة جسده ومراقبة نفسه في المرأة. وقد يصل به الحد إلى رهاب تشوه الجسد فيصبح يرى أن جسده يحمل تشوها قبيحا ومنفرا.
اضطرابات التفكير أو مجرى التفكير
تتمثل هذه الاضطرابات خصوصا في اضطراب التداعي الفكري وترابط الأفكار، فيصبح المريض عاجزا عن استثمار معارفه ويحدث نوعا من الكف العقلي، أي جمود الفكرة الواحدة في ذهن المريض وترددها ورتابتها. وأحيانا أخرى تطرق ذهن المريض أفكار غريبة عنه، ويعتقد أن هذه الأفكار آتية من الخارج وفي أغلب الأحيان يتشوش السياق الفكري ويفقد الرابطة المنطقية، فيظهر الحاجز الذهني، والخمول الفكري، وعدم التناسب الفكري الانفعالي. يطلق STRANSKY على هذه الوضعية مصطلح خمول ديناميكية التفكير Ataxie intrapsychique.
- اضطرابات اللغة
تنال هذه الاضطرابات اللغة المنطوقة والمكتوبة وكل وسائل الاتصال اللغوي، سواء في شكلها أو في مضمونها، وقد تصل إلى الانقطاع الكامل للاتصال مع العالم الخارجي في حالة التمركز حول الذات. يستعمل المريض لغة خاصة ويصبح عاجزا عن إتباع قواعد الصرف والنحو، ويلجأ إلى الاختزال الكلامي، واختلاق الكلمات والتعابير فيصبح حديثه غامضا ومبهما، يتبع منطقا داخليا يصعب أو يستحيل على الآخرين إدراكه، يتدهور الجانب اللغوي إلى درجة خلط لفظي أجوف. ويمكن تلخيص مختلف الاضطرابات اللغوية كالآتي:
تناقض وغموض لغوي، وصمت أو شبه صمت، وتشوه التركيب اللغوي، وتغير المعنى الدلالي للكلمات أي استخدام كلمة معروفة بمعنی مختلف متبعا منطقا ذاتيا. اللغة المكتوبة تتخذ نفس مظاهر اللغة المنطوقة بحيث تظهر رسومات الفصامي بشكل غريب ومتقطع، وخربشة لا معنى لها، شعور غامض وغریب مفعما بالرمزية والتجريد.
- الاضطرابات العاطفية
يحدث لدى الفصامي تراجع شديد للتعبير العاطفي، فيشعر أن أحاسيسه العاطفية تندثر في ذاته، تحمل الحياة العاطفية للفصامي تناقضا وجدانيا حادا، حيث أنها تثري في الباطن النفسي، بينما تتقلص في الخارج لكي تصبح فقيرة معدمة. فيصبح صوت المريض رتيبا ويخلو وجهه من التعابير والإيماءات، كما لا يتعاطف مع الآخرين ولا يبالي تماما بما يحدث حوله. وفي أحيان كثيرة يظهر انفعالات متناقضة مع الواقع (الغضب للأشياء الفرحة، والفرح للأشياء المحزنة). تنفصم المشاعر وتصبح عبارة عن دوافع نزوية غير منتظمة، حديث الفصامي لا يعبر عن الموقف الذي يتحدث عنه بالإيماءات الوجهية المختلفة.
ب- التناذر الفصامي المتمركز حول الذات
يعتبر "بلولر" أول من تحدث عن مصطلح التمركز حول الذات كمفهوم يعبر عن انقطاع الاتصال مع العالم الخارجي وبناء عالم داخلي مغلق. من خلال ميكانيزمات النفي والإسقاط، يحاول المريض استبطان العلاقة بالموضوع وذلك بتقوية بنيانه النرجسي، لخفض التوتر الذي يعاني منه نتيجة علاقاته مع المواضيع الخارجية. فهو بذلك يمنع نزوات الحب والعدوان التي تعبر عن التجزء الأنوي، أي قطع الصلة تماما مع هذا الموضوع الذي يوفر الأمن والرعاية، وفي الوقت نفسه يمثل التجافي واللامبالاة، وكان المريض لم يتمكن من استيعاب حقيقة الموضوع الذي يظم في طياته الأمن والحب والتجافي والقهر. إن قطع الصلة تماما مع الموضوع هو الحل الوحيد للتقليل من الحصر والقلق، فيستبدله بذاته كموضوع شهواني ويغلب القيم الذاتية عن القيم الموضوعية فيتشوه الواقع، منغلقا في متاهة استهامية أو هذيانية، منعزلا خارج الزمان والمكان.
ج- التناذر الفصامي الزوراني
يعتبر الهذيان الزوراني عند الفصامي محاولة لإعادة ترتيب العلاقة مع العالم الخارجي تستهدف مقاومة التفكك. تتداخل النزعات النفسية والصراعات البدائية المشحونة بالحصر والقلق في إنتاج الهذيان المفعم بالدلائل الرمزية، يكون الهذيان عادة غير منتظم، غائما، ومشتتا، لا منطقيا وتتشارك فيه مواضيع عدة ولذلك لقد حاول كورت شنايدر تحديد مجموعة من الأعراض في التناذر الزوراني:
- الالتقاط السمعي للأفكار (قراءة الأفكار).
- أهلاس سمعية تتمثل في أصوات تتحدث فيما بينها.
- أهلاس سمعية تعلق على سلوكات المريض.
- أحاسيس جسدية ونفسية ونزوية مفروضة من الخارج، - سرقة الأفكار.
- أفكار وسلوكات مفروضة من الخارج، وصدى الأصوات. وتدخل معظم هذه الأعراض في نطاق الآلية الذهنية، والمظاهر الهلوسية، حيث تظهر عدة هذيانات الاستنتاج والتأويل والتصورات الخيالية والوهمية.
د- التناذر التخشبي أو الكثاثوني
يمثل هذا التناذر عياديا مجموعة من الاضطرابات النفسية والحركية والعاطفية تظاهر من خلال الأعراض التالية:
السلبية النفسية الحركية: يظهر المريض سلبية شديدة، ويرفض الاتصال مع الآخر، فيخفي المريض رأسه تحت يديه ويمتنع عن الكلام ويتجنب النظر إلى الآخرين، ويرفض الطعام، ويتخذ سلوكات المعارضة.
الجمود النفسي الحركي: في هذه الحالة يفقد المريض المبادرة الحركية وتتداخل أحيانا سلوكات الية، وتقليد حركات معينة فتشاهد العلامات التالية: إطاعة ألية للأوامر والتقليد الإيماني
- الصدى اللغوي: في هذه الوضعية يتم تقليد بعض الكلمات وبعض الحركات.
النمطية: وهي عبارة عن سلوكات أو حركات ثابتة أو اجترارية، فنشاهد التكرار الكلامي، حركات اهتزازية دائبة للجسد أو لأحد الأعضاء تعبر عن الجزء الخفي اللهذيان وطقوس غامضة وملئ الفراغ النفسي
التصلب أو التخشب: يتخذ المريض وضعية حركية متصلبة، ويقاوم كل محاولة التغيير هذه الوضعية أو محاولة إجباره على الحركة، فهو يتخذ وضعيات جامدة طوال ساعات في سكون تام، أو يستلقي رافعا رأسه إلى أعلى طوال الليل وكأنه على مخدة وهمية.
- الإيمائية الشاذة: هنا تفقد الإيمائية دلالتها السوية، فتتسم بالتناقض مع الموقف إذ نلاحظ أن تعابير الوجه لا تعكس حقيقة الموقف. ظهر هذه التعابير حركات غريبة وانزعاج، فتحمل إشارات مصطنعة وآلية ومقلدة في بعض الأحيان.
- نوبات الاندفاع الحركي: وهي عبارة عن هجمات حركية مفاجئة دون مثيرات خارجية، تأخذ شكلا نزويا عنيفا إلا أنها تتسم ببرودة عاطفية ونمطية، وكثيرا ما تكون عدوانية تصل إلى تدمير الذات أو الاعتداء على الآخرين. كما تشاهد هجمات اللفظية تتميز بتكرار الشتائم والكلمات البذيئة.
الاضطرابات السلوكية
يحدث لدى الفصامي عند بدء ظهور المرض، فقد الإرادة و اللامبالاة والخمول فتتراجع أنشطته الدراسية والمهنية وتتقلص علاقاته ومشاركته الاجتماعية والأسرية. تنشأ لدى المريض لا واقعية بارزة تعززها سلوكات غريبة، ومشاريع وأعمال سطحية وغير هادفة. تعتبر السلوكات الانتحارية احتمالا قائما وثابتا لدى الفصاميين.
7- الأشكال العيادية للفصام
أ- الهبفرينيا أو خبل البلوغ
تتسم الهبفرنيا ببدء مفاجئ ومتدرج لدى المراهقين. يكون فيه الفصام شاملا وشديدا يبدأ بصعوبات مدرسية، انحطاط القدرات مصحوب بعياء متدرج وشكاوي وهمية بعد فترة زمنية تمتد من ستة أشهر إلى سنة تظهر العناصر التفككية، أما الهذيان يكون ضعيفا أو غائبا. تسيطر على المصاب أعراض التراجع الذهني (اللاواقعية، انحصار الاهتمامات، اضطرابات عاطفية).
ب- التناذر الهبفريني:
في هذا التناذر نلاحظ التفكك والنفي على المستويات الثلاث: التفكك العاطفي، والنفسي الحركي، وتفكك القدرات العقلية.
- الاضطرابات العاطفية: تتميز الاضطرابات العاطفية باللامبالاة وفقدان الاهتمامات وانحسار، يفقد الشاب الفصامي الرغبة في النشاط وينسحب من المدرسة أو النادي والجماعة التي ينتمي إليها ومن جميع النشاطات المعتادة. يصبح الشاب غير مهتم بالأشخاص والمحيط الذي ينتمي إليه. وبهذه السلوكات يفقد الحرارة الانفعالية والحماس والرغبة في إقامة العلاقات مع الآخرين. من العلامات الأساسية التي يمكن تسجيلها من حيث الاضطراب العاطفي ما يلي:-- التناقض الوجداني والشعور بالغرابة والانسحاب.
- الاضطرابات النفسية الحركية:
هنا يظهر المريض تفكك واضح لمختلف الأفعال والحركات (فقدان الرابطة بين الفعل والمشاعر) فتظهر أفعاله متناقضة (سرد القصص مثلا لا يتماشى مع الإيماءات الوجهية أو الجسدية). يظهر في بعض الأحيان مشاعر الحب والكره تجاه شخص في الوقت نفسه، بالإضافة إلى اضطرابات كثاثونية.
- الاضطرابات المعرفية
صعوبة تجميع الأفكار (ينتقل من فكرة إلى أخرى دون رابطة منطقية) المريض يكرر بعض الكلمات أو يجمعها نظرا لتشابهها. کف فكري يتوقف فكر المريض على موضوع معين مصحوبة بإيماءات حزينة. فقدان القدرة على التمييز بين الضار والنافع، بين الإيجابي والسلبي. يكون التطور وخيما ويأخذ أحيانا شكلا شبه عتهي أو البلادة.
ج- الهبفرينيا التخشبية
الهبيفرنيا التخشبية فصام ينال من أشخاص في بداية المراهقة أو الكهولة، تبدأ من سن البلوغ إلى غاية 35-40 سنة. يعتبر التخشب العرض الرئيسي للتظاهرات العيادية، ويضم التناذر الكثاثوني العلامات التالية:
- الجمود الخبلي:
يتخذ المريض وضعية معينة ويمكث فيها كالتمثال وأغلب الوضعيات هي الوضعية الرحيمية. الجمود الخبلي اضطراب للوظائف النفسية الحركية من حيث التعبير الإيمائي أو الإشاري أو اللغوي. يتخذ الوجه وضعية إيمائية تمتد لفترة زمنية طويلة، كما نلاحظ النمطية الحركية و اجترار لغوي أما اللغة تكون فقيرة جدا إلى درجة الانعدام. على المستوى العضوي نسجل إمساك تام لعدة أيام نتيجة لتصلب المثانة وعضلات البطن
- السلبية:
الفصامي يعارض كل محاولة لتغيير الوضعية التي يكون عليها، أو الاهتمام باليد الممدودة إليه، رفض الطعام امتثالية آلية للأوامر الحركية
- الاندفاعية و التهيج النفسي الحركي -
- التراجع الذهني:
تشترك في الهبفرينيا التخشبية مظاهر التراجع الذهني والعلامات الجمودية، تتميز خصوصا بالتفكك النفسي الحركي من وضعيات وإيماءات تصنعية ومواقف سلبية ومعارضة ونمطية سلوكية وحتى التخشب الشامل. نادرا ما يكون التناذر الكثاثوني مزمنا بل يبدوا غالبا على شكل هجمات دورية متفاوتة
د- الفصام الزوراني
تشترك في هذا الشكل الفصامي اضطرابات عاطفية ومحتوى التفكير واضطرابات هذيانية زورانية.
البدء :
يكون البدء تدريجي، يبدأ بطور هجمات هذيانية حادة، تم يزمن الهذيان تدريجيا ويفقد تعبيراته، فيصبح جامدا نمطيا وغير منتظم. مرحلة استقرار المرض: أثناء استقرار المرض يكون المريض إما هادئ قابلا للإيحاء والخمول أو عدواني وغاضب ومنزعج ومتهيج.
- أما بخصوص المواضيع الهذيانات الزورانية، نشاهد هذيانات التعقب، وهذيانات العظمة، وهذيانات التوهم، وهذیانات دينية. تكون الهذيانات غائمة مشتتة دون مواضيع رئيسية ثابتة، ويميل في تطوره إلى الافتقار وتزايد الغموض مشيرا إلى سياق الانغلاق الذاتي. - أما الهلاوس قد تكون حسية، ونفسية، وخاصة الهلاوس الشمية والسمعية، والسناستوبية كالشعور بالوخز في الحلق أو الساق أو الشعور بضيق في التنفس، أو الشعور بتمزق العضلات... المريض يقاوم هذه الهلاوس ويحاول أن يضع القطن في أذنيه ويضع السروال في الجوارب.
التفكك:
يمكن مشاهدة عرض التفكك في كل المجالات العاطفية، والعقلية، والنفسية الحركية. يظهر هذا العرض على شكل غرابة في السلوكات، والتمركز حول الذات والانسحاب، واللامنطقية على مستوى الكلامي والأفعال، والبلادة الانفعالية فقدان الحماس والخمول والانزواء).
- أما اللغة مجترة مترددة، والكلام يكون عادة غير منطقي وخيالي مختلق. المصاب يعيش حالة من الأرق الليلي، ونلاحظ عجز جنسي لدى الرجال، وانقطاع الطمت لدى النساء.
التطور:
بعد عدة سنوات يتطور المرض نحو التشتت النفسي الذي يؤدي إلى الانسحاب التام والتمركز حول الذات. بالرغم من التقدم الطبي يوجد علاج جزئي فقط وأن الشفاء التام لهذه الحالات لازالت بعيدة المنال.
8- الأشكال الصغرى للفصام
أ- الفصام البسيط: يحدث لدى أفراد يحملون شخصية فصاموية، يتطور المرض بشكل خفي وبطيء لدي فرد منطوي ومنعزل وقليل الاهتمامات والأنشطة والعلاقات
الاجتماعية، لا يبادر بالأعمال خاملا وفاترا عاطفيا، ويفتقر إلى التعبير الانفعالي ومن علاماته العيادية:
- اللامبالاة
- تبني مفهوم خاص للجنس
- تصلب وبرود عاطفي
- غرابة السلوك
غياب المزاج: لا يبدي المريض أي انفعال يدل على الفرح أو الحزن مرتبط بالمثير - انتظام حياة المريض بشكل نمطي وطقوسي التطور: تستمر هذه الأعراض لمدة طويلة، وقد يتطور المرض إلى شكل أكثر حدة وتتخلله نويات هذيانية.
ب- الفصام العصابي تتداخل في هذا الشكل الأعراض الفصامية بشكل خفيف ومحدود تمس اضطرابات التفكير والتجريد وأعراض عصابية ثانوية مختلفة يسيطر عليها القلق. الأنماط الفصامية:
تتميز الأنماط الفصامية بأهمية الاضطرابات العاطفية نجملها فيما يلي:
- يكون المريض مفرط الحساسية تناقض واضح في الاستجابات أما نفس الموقف من البرود واللامبالاة حتى الانفجار الغضب والعدائية.
- تغزو الحياة الحلمية والخيالية كامل النشاط النفسي وتتغلغل في تفكير المريض. فيندهش المريض بهذه الخيالات ويتوقع أن تتحول هذه الاتهامات إلى حقيقية بشكل سحري .
الأعراض العصابية
- الأعراض الوسواسية: كأن يقوم المريض بترديد أبيات شعرية محددة لمنع دخول أفكار غريبة إلى ذهنه) وتشاهد أفكار قهرية (كجمع الأحجار والقطع المعدنية وترتيبها)
- أعراض شبه هستيرية: كالتبرج، والغيبة، واختلاق القصص. كل هذه المظاهر تكون شبه هستيرية ومبهمة وغريبة
- أعراض رهابية: تتصل بأفكار العلاقة والتأثير والاجتماع... التطور تتداخل الأعراض الفصامية والعصابية في تشكيل صورة لحالة حدودية، يتطور المرض إلى ظهور هجمات فصامية هوسية تشتد فيها الأعراض الذهانية.
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك