الضغط النفسي الاجتماعي: النظام الغدي العصبي و التأثيرات المناعية

القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المشاركات

الضغط النفسي الاجتماعي: النظام الغدي العصبي و التأثيرات المناعية

 

علم النفس الصحي

المحاضرة التاسعة - الضغط النفسي الاجتماعي: النظام
الغدي العصبي و التأثيرات المناعية

1- التأثيرات على النشاط الغدي

أ- المحور النخامي الكظري

تفعيل المحور النخامي الكظري هو السمة المميزة للضغط، على الرغم من الفروق الفردية في مستوى التنشيط، فقد أظهرت الدراسات أن مجموعة متنوعة من الحالات المسببة للضغط ترتبط بزيادة إفراز هرمون قشرة الكظر ACTH، والاندروفين. -ب والمستويات المرتفعة من الكورتيزول في الدورة الدموية.

ب- المحو النخامي والغدد التناسلية

ترتبط الضغوطات الاجتماعية غالبا مع انخفاض إفراز هرمون الغدد التناسلية (Gn-RH).

ج- محاور أخرى والهرمونات

• الأبحاث حول المحور النخامي الدرقي جد محدودة، مستويات TSH تستجيب للضغوط الشديدة، فقد تبين في بعض الحالات زيادة إفراز TSH، وفي حالات أخر انخفاض إفرازه. • هرمون النمو يزيد إفرازه في الحالات المسببة للضغط، وفي حالات الضغط المزمن يتوقف إفرازه، فقد تبين أن حالة سوء المعاملة والحرمان المستمر التي تستهدف الأطفال تؤدي إلى عدم النمو بشكل طبيعي، وهي حالة تعرف بالتقزم النفسي الاجتماعي.

يتم إفراز البرولاكتين في حالات الضغط الشديد، ويعتمد مستوى إفرازه على مستوى إفراز الكورتيزول، وارتفاعه وانخفاضه في حالات الضغط الشديد..

• الهرمونات النخامية الخلفية، الفسوبروسين، والاوكسيتوسين، تميل للزيادة في الدورة الدموية في البداية على الأقل استجابة للضغط.

عموما يبدو أن معظم هرمونات الغدة النخامية تحمل نمط ثنائي الطور من الافراز استجابة للضغط؛ حيث تزيد في البداية في الدورة الدموية ومن ثم تعود إلى خط الأساس أو تتلاشى تدريجيا.

2- التأثيرات على الجهاز العصبي الذاتي والجهاز العصبي المحيطي

أ- الناقلات العصبية التقليدية

ينشط الضغط الجهاز السمبثاوي، ويحفز على إفرز النور إبنفرين NE والا بنفرين من النهايات العصبية والنخاع الكظري.

ب- النور بيبتيدات

الأبحاث حول النوروبيبتيدات جد محدودة، وتشير الأدلة المتاحة إلى أن الأفراد الذين يعانون مستويات عالية من الضغط عند مواجهة حالات خطيرة (مثل القفز بالمظلة) أو غير مريحة (مثل تنظير القولون) لديهم مستويات أعلى من البيبتيدات في الدورة الدموية.

3- التأثيرات على الجهاز المناعي

لقد تم البحث في العلاقة بين المنغصات اليومية والمناعة، وقد ركزت إحدى الدراسات بوجه خاص على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون نقصا حادا في الخلايا القاتلة الطبيعية، ووجدت أن العاملين الكفيلين بالتنبؤ بين المنغصات اليومية ونقص المناعة أو نقص الخلايا الطبيعية القاتلة هما العمر وشدة المنغصات، كما وجد أن كلما أدرك الفرد خطر هذه المنغصات ودرجة تهديدها له،انخفض نشاط الخلايا القاتلة بشكل مزمن وتشير الأبحاث على الانسان والحيوان على أهمية الدور الذي تلعبه العلاقات الاجتماعية المتبادلة في هذا المجال. وتدل الأبحاث على أن اضطراب العلاقات الشخصية المتبادلة الناجم عن الحزن المرتبط بالوفاة خاصة لدى الذين أصيبوا بالاكتئاب کرد فعل للحزن، أو نتيجة الشعور بالوحدة، أو نتيجة اضطراب العلاقة الزوجية، أو اضطرب العلاقات الاجتماعية وما ينجم عنها من نقص المساندة الاجتماعية، يؤدي إلى ضعف جهاز المناعة.

وقد ركزت بعض الدراسات على موضوع أثر رعاية الأخرين وما تشكله من ضغوط على جهاز المناعة، وبوجه الخصوص لدى من يقومون برعاية أحد الأصدقاء أو أحد أفراد الأسرة ممن يعانون من أمراض مزمنة كالإيدز أو ألزهايمر. وقد وجدت إحدى الدراسات أن القائمين على رعاية أناس مصابين بمرض ألزهايمر كانوا أكثر كأبة من الأخرين ولديهم تدني معدل الخلايا T, Th.

وتظهر الدراسات أن الامتحانات والضغوط الأخرى في الحياة الأكاديمية يمكن لها أن تؤثر سلبا على أداء جهاز المناعة. فقد أظهرت دراسة أجريت على مجموعة من طلاب كلية الطب أن عدد الخلايا من نوع I, Th, NK قد انخفض أثناء فترة الامتحانات إضافة إلى حدوث انخفاض حاد في نشاط الأجسام المضادة وفي استجابة الكريات اللمفاوية، وكذلك فيما يخص كمية الهرمون الذي تفرزه كريات الدم البيضاء والذي يمنع تكاثر الفيروسات.

وفي دراسة على طلبة السنة أولى في كلية الحقوق وجدت (سيرستروم Segerstrom) وزملاؤها أن الطلبة الذين كانوا متفائلين حول قدرتهم في إدارة ضغوط دراسة الحقوق، وبذلوا جهودا إيجابية وفعالة في مواجهتها، أظهروا تحسنا نفسيا ومناعيا يفوق ذلك الذي أظهره الذين فشلوا في ذلك. مما يدل على أن التعامل الفعال والايجابي كفيل بأن يعوض عن الآثار السلبية للضغط على الجهاز المناعي.



تعليقات