الضغط

القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المشاركات

 

علم النفس الصحي

المحاضرة الثامنة - الضغط

1- مفهوم الضغط عند سيلي

يرى (هانز سيلي H.Selye، 1959) بأن الضغوط هي تلك الاستجابة التي تحدث من الإنسان أو الحيوان المطالب بيئته. وبهذا فالضغط النفسي حسبه مفهوم واسع ينطوي على جميع استجابات الكائن الحي لما يدركه من مطالب حياتية.

استنتج الباثولوجي المجري (سيلي، 1956) أن التهديدات البيئية المزمنة والثابتة لمدة طويلة تؤثر في العمليات الأوتونومية والتوازن الفيزيولوجي للكائن الحي. وإذا تطورت تلك المرحلة واستمرت أدت إلى ظهور المرض العضوي. وقد فسر العلاقة بين الضغط وعدم التوافق الفيزيولوجي المصاحب له بمراحل ثلاث أطلق عليها اسم متلازمة التكيف العام Syndrome général d'adaptation.

رد فعل الإنذار La Reaction d'alarme:

يمكن إيجاز أهم ردود الأفعال التي يتصف بها رد فعل الإنذار فيما يلي:

1- زيادة نبضات القلب وشدة انقباض العضلة القلبية. ويمكن رد الفعل هذا من التمرير السريع للمواد Substances عن طريق الدم إلى المناطق التي تكون في حاجة إلى مجابهة الضغط.

2- انقباض الأوعية الدموية التي تغذي الجلد والأحشاء ما عدا القلب والرئتين، وتتمدد في نفس الوقت الأوعية الدموية التي تغذي العضلات الهيكلية والدماغ. ويسمح رد الفعل هذا بإرسال الدم إلى الأعضاء الخاصة برد الفعل ويخفض إرسال الدم إلى الأعضاء التي لا تقوم بنشاط مباشر.

3- ينقبض الطحال ويحرر في الدورة العامة الدم المخزن بهدف تشكيل كمية عالية من الدم، ويتسارع صنع الكريات الحمراء Hématies وتزيد قدرة الدم على التخثر. تسمح هذه الخاصية بمواجهة النزيف.

4- يحول الكبد الغليكوجان Glycogene المخزن إلى غلوكوز بكميات كبيرة، ويحرره في الدورة الدموية. ونسبة الغلوكوز تتناقص بسبب الخلايا الناشطة، وذلك لغرض تشكيل الطاقة اللازمة لمواجهة العوامل الضاغطة.

5- زيادة صنع العرق. ويساعد رد الفعل هذا على خفض حرارة الجسم التي ترتفع بسبب ارتفاع الدوران والهدم Catabolisme الخاصان بالجسم.

6- تسارع التنفس، وتمدد المسالك التنفسية بهدف تسهيل عملية انتقال الهواء. يمكن رد الفعل هذا الجسم من أخذ أكبر كمية من الأوكسجين عند الحاجة، وذلك من أجل تشكيل ردود الفعل الخاصة بتراجع الأيض، كما يمكن كذلك الجسم من عزل ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير، والذي يشكل مادة ثانوية للأيض.

صنع اللعاب، وتناقص الإنزيم الهضمي المعوي. ورد الفعل هذا ناتج عن كون النشاط الهضمي ليس ضروري لمجابهة الضغط.

مرحلة المقاومة La phase de résistance

تعمل مرحلة المقاومة من خلال هرمونات التنظيم المفرزة من الوطاء (GH-RH, TRH, CRH)، ويمكن إيجاز أهم التغيرات البيوكيميائية التي تميز هذه المرحلة فيما يلي:

1- يحرض CRH الفص الأمامي من الغدة النخامية ليزيد من إفراز ACTH، الذي يعمل على تنبيه قشرة الغدة الكظرية لتفرز هرموناتها بكمية كبيرة. وخلال رد الفعل هذا ينخفض النشاط الكلوي، كما ينخفض انتقال الدم إلى الكلى وذلك لكونها لا تقوم بدور فعال من أجل مجابهة التهديد الجائر على الجسم، وتعمل الغدة الكظرية على خفض صنع البول من خلال إفراز الكورتيكويدات المعدنية Mineralocorticoides التي تعمل على المحافظة على أيونات الصوديوم من خلال الجسم.

2- تؤدي الغليکوکورتيکويات Glucocorticoides التي تصنع بتراكيز مرتفعة خلال فترة الضغط إلى ردود الفعل التالية:

- تسرع أيض البروتينات وتحول الأحماض الأمينية إلى غلوكوز، مما يمكن الجسم من الاستفادة من طاقة معتبرة لمدة طويلة من الاستخدام المباشر للغلوكوز.

- تنبه عزل البروتينات ذات البنية الخلوية Structure cellulaires وتؤدي بالكبد إلى خفض الأحماض الأمينية هذه التي يمكن أن تعيد تشكيل الإنزيمات الضرورية من أجل تحفيز الأنشطة الكيميائية زيادة الخلايا أو أن تتحول إلى غلوكوز.

- تجعل الأوعية الدموية أكثر حساسية للتنبيهات التي تؤدي إلى انقباضها. ويلغي رد الفعل هذا انخفاض ضغط الدم الشرياني الناتج عن النزيف.

- تثبط صنع اللييفات Fibroblastes المسئولة عن تطور الأنسجة الضامة في الخلايا. وتتخلص من اللييفات المتأذية من المركبات الكيميائية التي تساعد على تحريض رد فعل الإجهاد .

3- يحرض TRH الفص الأمامي للغدة النخامية على إفراز TSH، الذي يحرض الغدة الدرقية على إفراز الثيروكسين، الذي يرفع هدم الدهون. وتحول الغليكوجان إلى غلوكوز.

4- يحرض GH-RH على إفراز STH. والتنظيم بين STH و TSH يرفع البناء و بالتالي يعطي طاقة عالية للجسم.

۷ مرحلة الانهاك La phase d'épuisement: 

يرى (1995 ,Gerard J. Tortora & al) أن واحد من الأسباب الرئيسية للإنهاك هو فقد شوارد البوتاسيوم لأن الغليكوكورتيكويدات المناعية Miniralocorticoides تحرض الكلي لإعادة شوارد الصوديوم، غير تركيز شوارد كل من البوتاسيوم والهيدروجين لأجل شوارد الصوديوم وتفرز في البول. ونظرا لكون البوتاسيوم والذي يشكل الشاردة الموجبة الرئيسية في الخلايا هو المسئول على تركيز الماء في السيتوبلازما فإن الخلايا التي تفقد كميات كبيرة وكبيرة جدا من البوتاسيوم تصبح أقل وأقل فعالية. وفي النهاية تبدأ في الموت. وتعرف هذه الحالة بالإنهاك وهي تنتج عن عدم انعکاس هذه العملية بسرعة. وينتج عن حالة الإنهاك كذلك توقف الأعضاء الحيوية عن العمل والموت بسبب انخفاض الغليكوكورتكوييد في قشرة الغدة الكظرية، وفي هذه الحالة معدل الغلوكوز الدموي ينخفض فجأة والخلايا لا تستقبل كلية الغذاء.

2- أحداث الحياة الضاغطة

يمكن تقسيم أحداث الحياة الضغطة إلى قسمين رئيسيين على النحو التالي:

أ- أحداث حياة ضاغطة خارجية

وهي تنطوي على كل المثيرات الموجودة في البيئة الخارجية المحيطة بالفرد، ويمكن تقسيمها إلىمحاضرات علم المناعة النفسي العصبي. 

أحداث حياة ضاغطة بيئية فيزيقية

تعد البيئة الفيزيقية متغيرا هاما من متغيرات البيئة الخارجية، وهي تشتمل على كل الجوانب الفيزيقية التي تحيط بالفرد مثل: الموقع، الجبال، الموانئ والمصانع. وبما أن الإنسان كائن يؤثر ويتأثر بالوسط الخارجي، فمما لا شك فيه أن الظروف الطبيعية غير الملائمة للمحيط الذي يتحرك فيه كالتلوث والضوضاء ستبعث في نفسه شعورا بالسخط، الاستياء، التذمر، عدم الرضا ...الخ.

أحداث حياة ضاغطة بيئية اجتماعية:

يعتبر المجتمع هو الحقيقة الأساسية في حياة الأفراد، وبدونه لا يستطيع الفرد أن يستمر في الحياة الاجتماعية فالفرد المستقل بذاته لا وجود له في الحياة، والمجتمع هو صانع الفرد، وصانع أفكاره وقيمه. ويشمل المجتمع جميع العلاقات بين الناس الذين تجمعوا في هيئات واتحادات لها ترکیب وتنظيم يوجه سلوكهم ويضبطه بوسائل لا حصر لها. ويعد المجتمع أحد المصادر الأساسية التي تولد الضغط النفسي.

ب - أحداث حياة ضاغطة داخلية

وهي تنقسم بدورها إلى قسمين

أحداث حياة ضاغطة نفسية

وتشمل مختلف العوامل التي تنبع من ذات الفرد ذات أصل ومنشأ نفسي - وهي تتألف من مظاهر نفسية متعددة: كالصراع، الإحباط، التناقض الوجداني، تحقير الذات، الشعور بالذنب، نقص الثقة بالنفس، تعكر المزاج والخجل.

/ أحداث حياة ضاغطة جسمية

إن تصور الفرد لذاته الجسمية في وقت ما قد يحدد شعوره في ذلك الوقت: إن بالسرور أو الألم، بالقوة أو الضعف، بالحيوية أو الفتور... الخ. وقد يكون تصوره لحالته الجسمية أهم من حالته الجسمية الفعلية في تحديد مشاعره وأحاسيسه. ومن هنا يتجلى دور صورة الذات الجسمية في ظهور الضغوط النفسية، وتعتبر التشوهات الخلقية والإعاقات والأمراض المزمنة أو الخطيرة من أكثر مصادر الضغط النفسي الجسدي.



تعليقات