المحاضرة السابعة. التحكم العصبي في النظام المناعي
1- تعصيب الجهاز العصبي المحيطي للأعضاء اللمفاوية
أ- نخاع العظم والغدة الصعترية
يعصب الجهاز السمبثاوي كل من نخاع العظم والغدة الصعترية، ترسل الخلايا التالية للعقدة محاور على طول الأوعية الدموية التي تدخل العظم والغدة الصعترية، ثم يتم الدخول من خلال الخلايا المناعية قيد التطوير.
ب- الطحال، الغدد اللمفاوية، الغشاء المخاطي، والأنسجة اللمفاوية المترابطة
يتلقى الطحال تعصيب من الجهاز السمبثاوي، تمتد الألياف التي تعصب الطحال على طول الأوعية الدموية لتتصل بالخلايا المناعية، ولا يزال تعصيب الطحال موضع جدل.
يعصب الجهاز السمبثاوي كذلك كل من الغدد اللمفاوية والغشاء المخاطي والأنسجة اللمفاوية المرتبطة بالغشاء المخاطي.
2- الإشارات الكيميائية المحيطية
إن تجاور العمليات العصبية والخلايا المناعية في الأنسجة المختلفة غير كاف لإثبات التفاعل الوظيفي، على الرغم من أنه يزيد بشكل واضح احتمال أن مثل هذا التفاعل يمكن أن يحدث، وقد حاول الباحثين إثبات أن الألياف العصبية لا تقوم فقط بتعديل حالة تدفق الدم ونشاط العضلات الملساء، وأن المحطات العصبية لها تأثيرات متعددة على العناصر الخلوية المحيطة، وأكثر من ذلك هو وجود مستقبلات على الخلايا قادرة على الربط والرد على المواد الصادرة من النهايات العصبية.
ولقد تم العثور على أن التواصل الكيميائي متعدد الاتجاه، وتشكيل الدوائر المحلية القادرة على التغير الديناميكي مع مرور الوقت. على سبيل المثال، يمكن أن تكون هناك تغييرات في التشكيل الجانبي من المستقبلات للخلايا الموجودة بالمنطقة، وأنواع المواد المفرزة، و/أو اقتران الاستجابات الخلايا، والذي في نهاية المطاف يؤدي إلى تغيير الجينات داخل الخلايا. ولقد تم تحديد لمثل هذا التواصل كل من الناقلات العصبية الكلاسيكية ونيوروببتيد على الجانب العصبي، والسيتوكينات على الجانب المناعي.
أ- النواقل الكيميائية الكلاسيكية
لقد تم إثبات أن الكريات البيض تمتلك مستقبلات نوعية للنواقل العصبية الكلاسيكية الخاصة بالجهاز العصبي الذاتي، وأنها تظهر المستقبلات الأدرينالينية B وه، والمستقبلات الكولينية المسكارينية. كما تم العثور على مستقبلات الدوبامين، وتجدر الإشارة إلى أن الخلايا المناعية على ما يبدو قادرة على تجميع النواقل العصبية الكلاسيكية.
ب- النوروبينتيدات
لقد تم العثور على قائمة طويلة من الببتيدات التعديل النشاط العصبي والتي كثيرا ما يتم إصدارها جنبا إلى جنب مع الناقلات العصبية الكلاسيكية. وتشير الأدلة أيضا أن الخلايا المناعية تملك مستقبلات للعديد من النيوروببتيد، ونتيجة لذلك، فإن هذه الببتيدات تكون قادرة على التأثير على النشاط المناعي.
قائمة البيبتيدات التي تم العثور على مستقبلات الخلايا المناعية تشمل SS ،NPY ،CGRP ،SP، VIP، إندورفين ب، الانكفالين enkephalins، غال، البيبتيد gastrinreleasing، الببتيد الحامض الاميني إسوليوكيني أميد (histidine isoleucine amide (PHI، وغيرها.
ج- السيتوكينات
هناك أدلة دامغة على أن الاستجابة المناعية في الوسط يمكن أن يكون لها تأثير على نشاط الجهاز العصبي المركزي، ويعتقد أن إحدى طرق التواصل هو مجرى الدم، أما الطريقة الثانية فهي تستوجب تفعيل محلي من النهايات العصبية، الناتجة عن ارتفاع الردود المحلية (ردود فعل المحور العصبي)، وإشارات النشاط للجهاز العصبي المركزي.
السيتوكين الذي تم دراسته على مجال واسع في هذا الصدد هو الانترلوكين 1 (1-IL)، إن تشكل رد فعل المحور العصبي يمكن أن يؤدي إلى تغير في نفاذية الأوعية الدموية المحلية وتعزيز الاستجابة الالتهابية. ومن المعروف أن الانترلوكين 1 يشارك في استحداث التغيرات النظامية مثل زيادة درجة حرارة الجسم (أي الحمی)، وهو التغير الفيزيولوجي الذي يتطلب وساطة مركزية، وتنتقل إشاراته عن طريق الألياف الحشوية الواردة لتنفذ ضمن العصب المبهم.
3- التأثيرات الوظيفية للنظام المناعي العصبي المحيطي:
تعتمد أثار التفاعلات المناعية العصبية على مكان تطوير الاستجابة المناعية بالجسم، نوع الكريات البيضاء، المواد الصادرة عن النهايات العصبية في المنطقة، نوعية التحفيز الكيميائي الذي يحدث من مصادر أخرى، وتتمثل الجوانب الرئيسية للعملية المناعية الناتجة بتواسط الأعصاب في تعديل ما يلي:
• تولید وتمايز الخلايا المناعية داخل الأجهزة اللمفاوية الأولية.
الاستجابات المناعية الفطرية مثل البلعمة، تقديم المستضد، تحبب الخلايا البدينة، ونشاط الخلايا الطبيعية القاتلة (NK).
الاستجابات المناعية التكيفية مثل انتشار الخلايا B، إنتاج الأجسام المضادة، وانتشار الخلايا . • حركية الكريات البيض مما يسمح القاءها مع المستضد، وتنشيط الخلايا المناعية الموجهة المواقع الإصابة أو شذوذ الأنسجة.
لا يوجد حتى الآن وصف مفصل لدور أي ناقل عصبي على وظيفة الجهاز المناعي أو حتى على جوانب محددة من وظيفته. وربما تمت دراسة النور أدرينالين على نطاق واسع من منظور تحویر المناعة العصبية.
يتم تحرير النور أدرينالين من النهايات العصبية السمبثاوية، كما أنه يفرز من نخاع الغدة الكظرية، وربما يتم تحريره من الكريات البيض، ولقد تم العثور على المستقبلات الأدرينالينية
-ب على الخلايا اللمفاوية والخلايا الأخرى مثل الخلايا B والخلايا الجذعية.
يعصب الجهاز السمبثاوي نخاع العظم والغدة السعترية، لذلك فإن النور أدرينالين يمكن أن يعدل انتشار تمايز العمليات التي تحدث في تلك الأعضاء، كمايؤدي إلى زيادة عدد خلايا الدم البيضاء في الدورة الدموية الرفية وبشكل خاص الخلايا القاتلة الطبيعية.
تتمثل البيبتيدات التي تمت دراستها على نطاق واسع في: SS.SP/ NPY / VIP/CGRP/ SP ويتمثل دورها في تحفيز التفاعلات الالتهابية؛ في تحفز تصنيع وسطاء الالتهاب التي لا يتم تخزينها عادة داخل الخلايا.
SP: يحفز الوحيدات، يعزز انتشار الخلايا آ، انتاج الأجسام المضادة وخاصة الغلوبين المناعي IgA من طرف الخلايا B، كما يعزز نشاط الخلايا الطبيعية القاتلة، على الأقل في بعض الأنسجة. وتتفق أغلب الدراسات على أن SP يسهل الالتهاب.
CGRP: يمنع نضج الخلايا B، ويمنع إنتاج 1-IL، يقلل انتشار الخلايا T استجابة للمضادات الانجذاب الكيميائي للعدلات والحمضات إلى أماكن الاصابة.و4-IL
VIP: تمنع نضج الخلايا المناعية في نقي العظام من خلال التصدي لتأثير 7-IL، يمنع إنتاج 2-IL وتثبيط الخلايا الطبيعية القاتلة، تعزيز انتاج IgA و lgE، تسهيل هجرة الوحيدات وتحرير الهستامين من الخلايا البدنية، منع حركة اللمفاويات (الحفاظ على الخلايا اللمفاوية في مواقعها أو في الأنسجة اللمفاوية الثانوية).
NPY: تثبيط انتاج المستضدات، يمنع نشاط الخلايا الطبيعية القاتلة، تعزيز حركة الكريات البيض إلى الأنسجة المصابة، زيادة انتشار الخلايا اللمفاوية.
SS: له تأثير كابح بشكل خاص على الخلايا اللمفاوية، يقلل الأجسام المضادة، نشاط الخلايا الطبيعية القاتلة، تحبب الخلايا البدنية.
5- التفاعلات المتبادلة للنظام المناعي العصبي المركزي
أ- الأفات تحت القشرية
تختلف التغيرات في الجهاز المناعي حسب جهة الأفة والتلف، فأفات الجانب الأيسر تؤدي إلى نقص الاستجابة المناعية، في حين آفات الجانب الأيمن ليس لها تأثير وقد تؤدي إلى تعزيز الاستجابة المناعية.
ب- أفات القشرة الدماغية الحديثة
لقد أظهرت الدراسات أن تأثير التلف في القشرة الدماغية على الاستجابة المناعية يعتمد على نصف الكرة المتضرر، ولقد تبين أن التلف في النصف المخي الأيسر يترافق في المقام الأول مع انخفاض أعداد الخلايا التائية، انتشار الخلايا اللمفاوية، نشاط الخلايا القاتلة الطبيعية، في حين ينتج عن آفات النصف الأيمن تأثيرات معاكسة فيما يخص ردود الخلايا T.
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك