الحساسية

القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المشاركات

 

علم النفس الصحي

المحاضرة الحادية عشر - الحساسية

1- الحساسية

من التأثيرات الجانبية لمهمة المناعة هو توليد الحساسية أو أنواع أخرى من فرط التحسس المناعي تحت بعض الظروف الخاصة. وتحدث الحساسية أو فرط الحساسية حينما يغير الجسم استجابته المناعية الطبيعية بطريقة ما، بسبب وجود مادة مسببة أو محفزة للحساسية وتسمى المستضد أو المستأرج (Allergen). ومن الجدير بالذكر ذكر أن تلك التفاعلات الخاصة بالحساسية المفرطة تختلف عن تلك الخاصة بالتفاعلات المناعية الوقائية فقط من ناحية أنها زائدة عن الحد أو غير مناسبة وتدمر العائل. والألية الخلوية والجزيئية لكلا النوعين من التفاعلات متماثلة بصورة تامة.


ويمكن تعريف الحساسية بصفة عامة بأنها حالة من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تعرض الجسم إلى مؤثرات خارجية أو داخلية تؤدي إلى طفح جلدي أو بثور أو فقاقيع أو تسلخات بالجلد ومصحوبة بالحكة أو بأعراض أخرى تعتمد على المكان الذي حدث به ذلك المؤثر. وتعرف كذلك بأنها استجابة غير مناسبة من الجهاز المناعي ضد مواد غير ضارة.


2- أنواع تفاعلات فرط الحساسية

تم تقسيم تفاعلات فرط الحساسية إلى أربعة أنواع من قبل كومبس وجيل (Coomb's and Gell) في سنة 1963 وذلك على النحو التالي .

 أ- تفاعلات النوع الأول أو التأق Type I Hypersensitivity or Anaphylaxis

هذا النوع من تفاعلات فرط الحساسية هو أكثر الأنواع الأربع شيوعا من حيث المعرفة بين عامة الناس وعند ذكر كلمة حساسية في في الغالب لتعبير عن أحد مظاهر تفاعلات النوع الأول لفرط الحساسية. تحدث هذة التفاعلات عند الأفراد الذين لديهم تحسس مسبق أو استعداد وراثي للمستضد المسبب والذي يعرف باسم اللأرجين (allergen) ، والذي يكون في الغالب من مواد غير ضارة بالصحة. أن أهم المواد المسببة لتفاعلات فرط الحساسية من النوع الأول هي؛ حبوب اللقاح ، الغبار المنزلي ، الروائح العطرية المختلفة ، بعض أنواع الاغدية كالسمك والبيض واللبن وبعض أنواع الأدوية كالبنسلين ، المركبات البروتينية كالأمصال والهرمونات وسموم الحشرات وحتى الحيوانات وخصوصا الأليفة منها ؛ كالقطط والكلاب . يتم التعرض لهذه المواد المحسسة عبر الاستنشاق والامتصاص، أو عبر الجهاز الهضمي من خلال الفم أو بالتماس المباشر مع الجلد وعن طريق الحقن. إن المسبب لتفاعلات فرط الحساسية ليس المواد المذكورة أعلاه في حد ذاتها وإنما بعض مكونات هذة المواد هي التي تؤدي إلى أحداث تفاعلات فرط الحساسية.

 الغبار المنزلي :

 يتكون الغبار المنزلي من مواد عديدة منها العفن وقشر الجلد الجاف المتساقط من البشر والحيوانات ولكن المكون الغالب للغبار المنزلي هو السوس (العت) المجهري أو ما يعرف بسوس الغبار المنزلي ومخلفاته. والذي يعتبر أكبر مصدر للحساسية في العديد من دول العالم وخصوصا النوع الذي يتغذى علي قشر الجلد المتساقط من البشر والذي يتواجد بنسبة عالية في غرف النوم

تفاعلات النوع الأول من فرط الحساسية يعرف أيضا باسم فرط الحساسية الفوري وسميت هكذا لان التفاعل يحدث خلال دقائق من حدوث التماس مع المستضد المسبب.

يصاب بهذا النوع من فرط الحساسية في الغالب الأفراد الذين لديهم میل طبيعي أو استعداد وراثي لهذا النوع من الحساسية ويطلق على مثل هؤلاء الأفراد أسم أتوبك (Atopic وتسمي الحالة ب Atopy، حيث أن هذا النوع من فرط الحساسية يمكن وراثته من الأبوين إذا كان الاثنان أو أحدهما يعاني من هذا النوع من تفاعلات فرط التحسس.

العناصر الأساسية في أحداث تفاعلات فرط الحساسية من النوع الأول هي:

1- الرجين.

2- الأجسام المضادة من نوع IgE 3- الأساسات.

4- الوسائط مثل ال HistamineوLeukotriene

5- طريقة حدوث التفاعل: عند التعرض لأول مرة لأي من هذه المواد (الأرجينات) فإن ذلك يؤدي إلى تنبيه الجهاز المناعي علي إنتاج كمية كبيرة من الأجسام المضادة النوعية من نوع lgE لذلك الأرجين من نوع lgE ترتبط مع مستقبلاتها الموجودة علي أسطح الخلايا الصارية (Mast cells) في الأنسجة والأساسات في الدورة الدموية غالبا، وفي هذة المرحلة لا تشاهد أي تغيرات شكلية في تركيب الخلايا الصارية المرتبط بها الجسم المضاد (IgE) ولكن عند التعرض لذات اللأرجين مرة أخرى ، فإن الرجين يرتبط مع الأجسام المضادة من نوع lgE المرتبطة بأسطح الخلايا الصارية أو الأساسات مما يثير الخلايا الصارية أو الأساسات مما يؤدي إلى مسخ أو خسف حبيبات تلك الخلايا (Degranulation) مؤدية بها إلى إطلاق المواد الأمينية الموسعة للأوعية الدموية الشعيرية أو ما يعرف بالوسائط الخاصة بتفاعلات الحساسية، مثل الهستامين واللوكريتين، ويتم ذلك بانتقال الحبيبات إلى سطح الخلية ثم تتسرب عبر السطح إلى خارج الخلية. هذه المواد تسبب ظهور أعرض تفاعلات فرط الحساسية المتمثلة في توسع الأوعية الدموية الشعيرية وزيادة نفاذيتها للبلازما فتسبب الاحمرار والوذمة ، وكذلك تسبب تقلص (ضيق) القصبات الهوائية والعضلات الملساء وزيادة الإفرازات المخاطية وتجدب الخلايا الحمضية (Eosinophils) إلى منطقة التفاعل (التحسس) والتي تقوم بعملية التهام وتحطيم المعقدات المناعية المتكونة (أي الناتجة من تفاعلات فرط الحساسية) . كل هذه الحوادث (التفاعلات) تؤدي إلى حدوث أعراض شديدة تتمثل في أعراض الصدمة مثل انخفاض ضغط الدم وطفح جلدي وإغماء. حدة وموقع هذه الأعراض وخطورتها يعتمد علي عدد وموقع وجود الخلايا الصارية المنشطة وهذه بدورها تعتمد علي كمية المستضد (اللأرجين) وطريق دخوله إلى جسم العائل وإذا كانت المواد الأمينية الموسعة لذات الدموية الشعيرية المفرزة تفوق قدرة جسم العائل على تحملها فإن الحالة قد تؤدي إلى الوفاة

ب- تفاعلات النوع الثاني لفرط الحساسية (النمط السام للخلايا)

يتميز هذا النوع من تفاعلات فرط الحساسية بتكون أجسام مضادة لها القدرة علي تحطيم جزيئات أسطح الخلايا والأنسجة ويحدث هذا بواسطة اتحاد أجسام مضادة (غالبا من نوع IgG أو من نوعIgM ) مع المستضدات النوعية لها، المتواجدة على سطح خلايا ما في الجسم، وهذا ينتج عنه تنشيط المتمم والخلايا البلعمية مؤديا إلى تلف تلك الخلايا (كريات الدم الحمراء أو البيضاء أو الصفائح الدموية).

- الأمراض التي يسببها هذا النوع من فرط الحساسية:

/ أمراض تحلل الدم عند الأطفال حديثي الولادة (HDNB) 7 فقر الدم الانحلالي المناعي الذات. / التفاعل الانحلالي لنقل الدم أو مشتقاته. 

ج- تفاعلات النوع الثالث (فرط الحساسية المتوسط للمركب المناعي)

هناك أنواع معينة من الأجسام المضادة (غالبا من نوع IgG و IgM ) لها القدرة على الإتحاد مع المستضدات الذاتية المناظرة مما يؤدي إلى تكون مركب مناعي غير دواب يترسب في مناطق مختلفة من الجسم (عادة في المفاصل) أو يكون محمول في الدوران، هذه المعقدات المناعية تترسب على خلايا الأنسجة المحتوية على مستقبلات لتلك المعقدات محفزة (تنشط) عناصر المتمم مما يؤدي إلى إثارة العملية الالتهابية بما في ذلك جذب الخلايا البالعة، وإفرازها للمواد الكيماوية الفعالة. يكون الترسيب عادة في صورة صفائح دموية مشكلة خثره أو كتلة تغلق الأوعية الدموية الشعيرية ومن أمثلة هذا النوع من فرط الحساسية مرض المصل (Serum sickness) والتهاب المفاصل (rheumatoid arthritis)

حمى الروماتيزم (Rheumatic fever) ، التهاب الكبب الكلوي (Glomerulonephritis) والدواب (الذئب) الاحمراري الجهازي

د- تفاعلات النوع الرابع (فرط الحساسية الأجل أو المتأخر)

يستعمل هذا المصطلح لوصف حالة فرط الحساسية المستجيبة للمستضد وتكون تفاعلات التهاب متأخرة ، التي يمكن أن تحدت في أي مكان من الجسم ويكون الوسيط في هذه التفاعلات الخلايا الليمفاوية التائية المحسسة، وكذلك البلعميات المحسسة ولا يكون للأجسام المضادة أو عناصر المتمم أي دور في تفاعلات هذا النوع من فرط التحسس بالمقارنة بالأنواع الأخرى ولذلك يسمي أيضا هذا النوع من فرط الحساسية باسم فرط الحساسية المتوسط بالخلايا.

الآلية التي تحدت بها هذه التفاعلات تتم عندما يتم ابتلاع مستضدات ذات أوزان جزيئية صغيرة بواسطة البلعميات والتي بدورها تعرضها للمفاويات التائيه ومخلفاته الأخيرة تفرز عدة مواد تسمي اللمفوكينات) والمعروفة بقدرتها علي قتل المستضدات مباشرة. أيضا هذه المواد تعمل علي زيادة قدرة جدب البلعميات إلى موقع التفاعل وزيادة قدرتها على البلعمة

من الأمثلة لهذا النوع الحساسية ضد البنسلين الذي يتسبب في احمرار وتورم في مكان الحقن وفي الحالات الشديدة قد يتطور الأمر إلى حدوث نخر وتحشر في مكان الحقن . أيضا الحساسية ضد المواد الكيماوية الصناعية والمنظفات ومواد التجميل وبعض الأدوية التي هي غالبا ما تكون من ظواهر لشدة الحساسية التلامسية المتأخرة والتي تندرج تحت نوع فرط الحساسية المتأخرة.


تعليقات