المحاضرة الثانية عشر- السرطان
1- السرطان
السرطان عبارة عن ورم خبيث ناتج عن التكاثر غير المنتظم لخلايا نسيج أو عضو ما، وينشأ حين تنقلب خلايا نسيج ما بالجسم لتصبح شاذة ؛ فتنمو وتتكاثر دون تحكم و تخرج عن خط النمو والتبدل الطبيعي، وبدلا من أن تموت في طورها النهائي، تستمر في النمو والتكاثر منتجة خلايا شاذة جديدة. ويتميز السرطان بصفة عامة. إضافة إلى البنية و النمو الشاذین. بالمقدرة على غزو الأنسجة أو الأعضاء الحيوية سواء المجاورة لموضع نشوئه أو البعيدة، والتأثير عليها و أحيانا تدميرها، وذلك المقدرة خلاياه على اختراق الأنسجة المتاخمة والانتشار والانتقال من مواضع نشوئها إلى مواضع أخرى بالجسم، و في أغلب الأحوال يتم انتقالها إلى المواضع البعيدة عبر الدورة الدموية والجهاز الليمفاوي.
2- الاستجابة المناعية عند الإصابة بالسرطان
عندما تتحول الخلايا العادية إلى خلايا سرطانية يتكون على سطحها مولد ضد ورمي نوعي، فيتعرف عليه الجهاز المناعي ثم يبدأ بمهاجمة الخلايا السرطانية التي عرضت على سطحها مولدات الضد، في أصبحت بمثابة جسم غريب ودخيل بالنسبة للجسم، وهذا ما يعرف بالمراقبة المناعية، ويرى أغلب الباحثين أن المناعة الخلوية هي الآلية التي يتم من خلالها إتلاف الأورام، فالخلايا القاتلة تقوم بالتأثير على مولد الضد الورمي النوعي، مما يساعد على انحلال الخلايا الورمية وتلفها.
كما أن وجود الخلايا اللمفاوية التائية يمكن من التعرف على مولدات الضد النوعية الخاصة بالأورام، حيث تتسلل هذه الخلايا مع الخلايا الطبيعية القاتلة إلى غشاء الورم وتطلق سميتها في الخلايا الورمية، وتعتبر الخلايا الجذعية الخلايا الأكثر فعالية في توليد عوامل سامة نوعية للخلايا الورمية فهي الخلايا المقدمة للمستضد (مولد الضد) CPA، إلا أن النمو الطبيعي والمستمر للورم يؤثر على فعالية الاستجابة المناعية.
ان بعض الخلايا السرطانية تفلت من المراقبة المناعية في إطار ما يعرف بالانفلات أو الهروب المناعي، أين تقوم الخلايا السرطانية بنزع مولدات الضد على سطحها كي تفلت من تعرف الجهاز المناعي عليه ، أو يظهر مولد الضد على أشكال لا يمكن التعرف عليه من طرف الخلايا اللمفاوية ، إضافة إلى أن بعض الخلايا السرطانية ليس لديها مولد ضد أو أن نسبته قليلة على سطحها وبهذا تبقى هذه الخلايا حية لاتتلف
3- السرطان والضغوط النفسية الاجتماعية
ويؤكد ( عبدالله، عبد الفتاح، 1995) أن هناك ثلاثة أسباب لحدوث السرطان : الأول يرجع إلى البيئة مثل التعرض للإشعاعات، استخدام الكيماويات في الأدوية وبعض الصناعات، والثاني عامل وراثي يتمثل في ضعف الجهاز المناعي والثالث عامل نفسي يظهر من خلال متانة أو ضعف البناء النفسي في مواجهة الضغوط وأحداث الحياة المؤلمة منه والسارة أيضا .
و يعتبر العالم ( سيمونز Simmons ) أول من أبرز الجوانب النفسية للسرطان ، و أشار إلى أن الصدمات النفسية تعجل في ظهور السرطان ، والعلاج يجب أن يكون جراحيا طبيا، هرمونيا ونفسيا، كما أشار إلى أن معظم المصابين بالسرطان لا يتقبلون ذواتهم مع المعاناة من غيرة مكبوتة و خاصة لدى النساء؛ حيث يوجد لديهن غيرة مكبوتة من الإنجاب والجنس، ومعظم مريضات سرطان الثدي لديهن مشاعر سلبية نحو الحمل والولادة.
وقد أثبتت ذلك دراسات معاصرة على عينات عديدة مصابة بالسرطان، وتمكن المحللون النفسانيون ملاحظة التالي:
1- معظم النساء المصابات بالسرطان كن يعانين من صعوبة في تقبلهن لذواتهن كما هي على علتها.
2- معظم المصابات بالسرطان كن يعانين من مشاعر سلبية نحو الحمل و الولادة و غالبا ما يكون موضع الإصابة ( الثدي ).
3. معظم المصابين و المصابات يعانون من غيرة دفينة من الأمهات في مجال الجنس والإنجاب و في أغلب الحالات كانت عداوتهن مكبوتة.
وتلعب شخصية الإنسان دورا كبيرا في ظهور هذا المرض ؛ فقد أشار الطبيب اليوناني (جوليان) إلى أن النساء السوداويات هم أكثر استعدادا للإصابة بالمرض، أما الباحثون المعاصرون فهم يرون أن السرطان يتطور بسرعة لدى الأفراد الانطوائيين، وأن العمل على التحكم في انفعالاتنا يساعدنا على مقاومة هذا المرض، و من ناحية أخرى فإن السرطان يمكنه مهاجمة الأفراد الهادئين المسالمين الذين
تربطهم علاقات سيئة وحادة بأطفالهم ، كما يمكن أن يصاب بالسرطان شخص يائس انقطع أمله من الحياة إثر فقدان عزيز عليه.
ويعتبر ( بيكون Becon ،1952 ) وزملاؤه أول من قدموا مفهوم الشخصية السرطانية، وقاموا بدراسة أجريت على أربعين امرأة مصابة بسرطان الثدي، وتبين لهم أن أولئك المرضى يتصف سلوكهم بخصائص معينة منها : قمع الرغبة الجنسية أو كبتها، وقمع الأمومة أو منعها، وعدم القدرة على التعبير الانفعالي أثناء الغضب والعداوة و المازوشية أو حب العذاب، والفشل في حل الصراعات النفسية مع أحد الوالدين.
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك