فاعلية الذات
تعريف فاعلية الذات :
حيث يعرفها )باندورا ، 1997 )على
أنها مجموعة الاحكام الصادرة عن الفرد ، والتي تعبر عن معتقداته حول على القيام بسلوكيات معينة ، ومرونته في
التعامل مع المواقف الصعبة المعقدة ، وتحدي الصعاب ، ومدى انجاز المهام المكلف بها
.( الشيخي. 2009 ، ص27-37).
نظريات فاعلية الذات :
أ / نظرية فاعلية الذات لباندورا :
يشير باندور)1986 )بأن نظرية
فاعلية الذات اشتقت من النظرية المعرفية الاجتماعية التي وضع أسسها ، التي فيها بأن االداء الإنساني يمكن تفسيره من خلال
المقابلة بين السلوك ، ومختلف العوامل المعرفية ، الشخصي البيئية وفيما يلي الافتراضات النظرية
والمحددات المنهجية التي تقوم عليها النظرية المعرفية اإلجتماعية:
1 .يمتلك الفرد القدرة على عمل الرموز التي تسمح بإنشاء نماذج داخلية للتحقق من فاعلية التجارب قبل القيام بها ،
وتطوير مجموعة مبتكرة من الافعال والاختبار الفرضي لهذه المجموعة من الأفعال من
خلال التنبؤ بالنتائج والاتصال بين الأفكار المعقدة وتجارب الآخرين .
2 .إن معظم أنواع السلوك ذات هدف معين ، كما أنها موجهة عن طريق القدرة على التفكير المستقبلي أو التوقع ، وهي
تعتمد بشكل كبير على القدرة على عمل الرموز .
3 .يمتلك الافراد القدرة على التأمل الذاتي ، والقدرة على تحليل وتقييم الأفكار والخبرات الذاتية ، وهذه القدرات تتيح
التحكم الذاتي في كل من الأفكار والسلوك .
4 .تتفاعل كل من الأحداث البيئية والعوامل الذاتية الداخلية )معرفية ، انفعالية، بيولوجية ( والسلوك
بطريقة متبادلة ، فالافراد يستجيبون معرفيا وانفعاليا
وسلوكيا إلى الأحداث البيئية ومن خلال القدرات المعرفية يمارسون التحكم على سلوكهم
الذاتي ، والذي بدوره يؤثر ليس فقط على البيئية ولكن أيضا في الحالات المعرفية وإلانفعالية والبيولوجيه .(الجاسر
،7002،ص 92-03 )
ب/ نظرية شيل و ميرفي :
يشير ( بارجارس ، 1996 ,ص542 )إلى
أن فاعلية الذات عبارة عن ميكانيزم ينشأ من خلال تفاعل الفرد و التحكم ب إمكانياته
المعرفية ، ومهاراته اإلجتماعية والسلوكية الخاصة بالمهمة ،وهي تعكس ثقة الفرد
بنفسه وقدرته على النجاح في أداء هذه المهمة ، أما توقعات المخرجات أو الناتج
النهائي للسلوك فهي تتحدد ضوء العالقة بين
أداء المهمة بنجاح وما يتصوره الفرد عن طبيعة هذه المخرجات ، أو الوصول إلى
اهداف السلوك ، وتنعكس على مدى ثقة الفرد
بنفسه ، وقدرته على التنبؤ بإلامكانات اللازمة للموقف وقدرته على استخدامها في تلك المواقف ، وفاعلية الذات
لدى الأفراد تتبع من سماتهم الشخصية العقلية والاجتماعية والانفعالية .(زيدان،1002،ص8)
ت/ نظرية شفارتسر :
ينظر شفارتسر للفاعلية الذاتية على
أنها عبارة عن بعد ثابت من أبعاد الشخصية ، تتمثل في قناعات ذاتية ، وفي القدرة على التغلب على المتطلبات والمشكلات
الصعبة التي تواجه الفرد خلال التصرفات الذاتية ،وان توقعات للفاعلية الذاتية تنسب
لها وظيفة توجيه السلوك ، وتقوم على التحضير أو الإعداد للتصرف ،
والتخطيط الواقعي له ، لانها تؤثر في الكيفية
التي يشعر ويفكر بها الناس ، فهي ترتبط على
المعرفي بالميول التشاؤمية وبالتقليل من قيمة
الذات ، ويبين شفارتسر أنه كلما زاد اعتقاد الإنسان
سلوكيات توافقية من أجل التمكن من حل المشكلة ما
بصورة عملية ، كان أكثر اندفاعا لتحويل
هذه القناعات أيضا إلى سلوك فاعل .
وعندما يواجه الفرد مشكلة ما أو
موقف يتطلب الحل ، فإن الفرد قبل أن يقوم بسلوك معين يعزو لنفسه القيام على القيام بهذا السلوك ، وهذا مايشكل الشق
الأول من الفاعلية الذاتية ، في حين يشكل إدراك هذه القدرة الشق الثاني من الفاعلية الذاتية ، أي
عندما يكون مقتنعا على أساس من المعرفة والقدرة ، بأنه يمتلك الفعالية الذاتية اللازمة للقيام بسلوك ما بصورة ناجحة
فإنه بذلك يوجه سلوكه نحو جهة معينة . (زيدان. 1002،ص8 )
ج/ نظرية التوقع :
• وضع أساس هذه النظرية
"فكتور فروم " وتفترض أن انسان يستطيع إجراء عمليات عقلية كالتفكير قبل
الاقدام على سلوك محدد ، وأنه سوف يختار
سلوكا واحدا بين عدد من بدائل السلوك الذي يحقق أكبر قيمة لتوقعاته ، من حيث
النتائج ذات النفع التي سيعود عليه وعلى عمله ، ويلعب عنصر التوقعات دورا مهما في
جعل الإنسان يتخذ قرار في اختيار نشاط معين من البدائل العديدة المتاحة ، كما ويشير
.(ماهر، 2003 ،ص 149 ) إن دافعية الفرد لاداء عمل معين هي محصلة لثلاثة عناصر :
1 .توقع الفرد أن مجهوده سيؤدي إلى أداء معين .
2 .توقع الفرد أن هذا الاداء هو الوسيلة للحصول على عوائد مادية .
3.توقع الفرد
أن الذي يحصل عليه ذو منفعة وجاذبية له .
والعناصر السابقة تمثل مع بعض عملية تقدير شخصي للفرد ،
وإنه باختلاف الافراد يختلف التقدير فما يشعر به فرد آخر ، وعليه فان هذه العناصر الثالثة تمثل
عناصر إدراكية ، وترى النظرية أن الفرد لديه القدرة والوعي بإمكانية البحث في ذاته
عن العناصر الثالثة السابقة وإعطاءها تقديرات وقيم . (ماهر ، 2003 ، ص 149 . )
انواع فاعلية الذات :
ا/ فاعلية الذات الجماعية :
مجموعة تؤمن بقدراتها وتعمل في
نظام جماعي لتحقيق المستوى المطلوب منها ، ويشير باندورا إلى أن الأفراد يعيشون
غير منعزلين إجتماعيا ، وأن الكثير من المشكلات والصعوبات التي يواجهونها تتطلب
الجهود الجماعية والمساندة لاحداث اي
تغيير فعال وإدراك الأفراد لفاعليتهم الجماعية والمساندة لاحداث أي تغيير
فعال ، وإدراك الافراد لفاعليتهم الجماعية يؤثر في ما يقبلون على عمله كجمعات
ومقدار الجهد الذي يبذلونه وقوتهم التي تبقى لديهم إذا فشلوا في الوصول إلى
النتائج ، وأن جذور فاعلية الذات الجماعية تكمن في فاعلية أفراد هذه الجماعة .
ب/ فاعلية الذات الخاصة :
ويقصد بها أحكام الافراد الخاصة
والمرتبطة بمقدرتهم على أداء مهمة محددة في نشاط محدد .
ج/ فاعلية الذات العامة :
و أحد سمات الشخصية وتعكس قدرة
الفرد على تحمل الصعاب ، وإحساسه بالكفاءة في العديد من المجالات، فهي تمثل ثقة
الافراد العامة في أن لديهم المقدرة على أداء أي مهمة .
د/ فاعلية الذات الاكاديمية :
و تعني اعتقاد الفرد بمقدرته على
تحقيق الانجاز الاكاديمي . ( حسين وآخرون
، 2010 ، ص 204.)
المصدر:
-منال زكرياء حسين ومحمد سعد محمد وخالد عبد المحسن بدر ، (2010)، كفاءات الذات العامة المدركة كمتغير معدل للعلاقة بين نوعية حياة العمل و الاحتراق النفسي لدى عينة من النساء العاملات ، دراسات نفسية ، المجلد 20 ، العدد 2 ،القاهرة .
- غالب بن محمد علي الشيخي،(2009)، قلق للمستقبل وعلاقته بكل من فاعلية الذات ومستوى الطموح لدى عينة من طالب جامعة الطائف ، رسالة لنيل درجة دكتوراه في علم النفس ، المملكة الغربية السعودية .
- محمد عبد الهاادي الجبوري ،(2013)، قلق للمستقبل وعلاقته بكل من فاعلية الذات والطموح الاكاديمي والاتجاه للاندماج الاجتماعي لطلبة التعليم المفتوح ، الاكاديمية العربية المفتوحة بالدنمارك نموذجا ، رسالة لنيل درجة دوكتوراه في علم النفس وعلوم التربية .
-العتيبي بندر بن محمد،.(8002 ) ، اتخاذ القرار وعلاقته بكل من فاعلية الذات والمساندة اإلجتماعية لدى عينة من المرشدين بمحافظة الطائف ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ، السعودية .
- أبو هشام السيد، ( 1994)، اثر التغذية الراجحة على فاعلية الذات ، رسالة ماجستير غير منشورة ، كلية التربية جامعة عين شمس ، القاهرة ، مصر .
-الجاسر البندري عبد الرحمن محمد ،(2007)، الذكاء الانفعالي وعلاقته بكل من فاعلية الذات وإدراك القبول ، الرفض الوالدي لدى عينة من طالب وطالبات جامعة وأم القرى ، رسالة ماجستير غير منشورة ، مكة المكرمة .
- د رفقة خليف سالم ،(دن)، علاقة فاعلية الذات و الفرع الاكاديمي بدافع الانجاز الدراسي لدى طالبات كلية عجلون الجامعية، مجلة البحوث التربوية و النفسية ،العدد 32.

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك