الاجابة النموذجية لموضوع الدكتوراه علم النفس جامعة بسكرة

القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المشاركات

الاجابة النموذجية لموضوع الدكتوراه علم النفس جامعة بسكرة

 

 الاجابة عن موضوع دكتوراه 2019  بسكرة



 

يعتبر الفُصام (Schizophrenia) اضطراب نفسي يصيب حوالي 0.3-0.7 % من الناس ، لكن عموما يصيب الذكور أكثر من الاناث. ما بين سن 10 الى 25 سنة و هو ما يتسبب في ارتفاع معدل الانتحار لهذه الفئة الى حوالي 5% فهو سلوك يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تميز الواقع.تشمل الأعراض الشائعة الاوهام واضطراب الفكر والهلوسة السمعية بالإضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي وانعدام الإرادة مع اضطرابات نفسية مرافقة كاضطراب  القلق والاضطراب الاكتئابي واضطراب تعاطي المخدرات. اين تظهر عادة هذه الأخيرة بصورة تدريجية في بداية البلوغ و تستمر لفترة طويلة.لكن حوالي 20% من المصابين يبلون بلاء حسنا للاستجابة العلاجية، لكن الغالب ما ينتج سلوكيات خطيرة قد تتسبب في الانتحار .

ونظرا لخطورة هذا الاضطراب تعددت الدراسات النظرية والتطبيقية لتفسير أسبابه ،من بينها :النظرية التحليلية ، النظرية البيولوجية ، النظرية المعرفية والنظرية السلوكية. ومن هنا نتطرق الى التساؤل التالي: كيف فسرت النظريات السابقة اضطراب الفصام؟

 و للإجابة على التساؤل السابق نتطرق للمحاور التالية: المحور الأول تفسير النظرية التحليلية    المحور الثاني : النظرية السلوكية                                                                          المحور الثالث : النظرية المعرفية                                                                        المحور الرابع : النظرية البيولوجية

 فبالنسبة للمنظور النفسي الدينامي: يعتبر الفصام نكوص  مع أن فرويد كان قد انشغل أساسا بالقلق واضطرابات التفكك والاضطرابات الجسميةَ النفسيةً ، فأنه كتب في الكثير من أنواع الذهان. وكانت الفكرة الأكثر تأثيراً التي قدمها فرويد بخصوص الفصام تتمثل في انه نظر الى هذا الاضطراب على انه حالة او شكل من أشكال النكوص ، إذ يرى أن الناس الفصاميين هم أولئك الذين يكون الأنا (ego) عندهم ليس قوياً بما يكفي لأن يتعامل بفاعلية مع دوافع الهو (id) غير المقبولة ، ولأن القلق يكون قد استحوذ عليهم ، فأنهم يتخلون عن المجابهة وينكصون الى المرحلة الفموية المبكرة ، حيث لا يكون في تلك الفترة انفصال بين (الأنا) و (الهو) . وبالتبعية فأنه لا يكون هناك صراع او كفاح بينهما ، وهذا النكوص الى المرحلة التي ينعدم فيها (الأنا) هو الذي يفسر لنا انفصال الفصامي عن الواقع ،لأن (الأنا) هو الذي يتوسط بين الذات والواقع . وما دام الفصامي لا يمتلك (أناego ) فأنه يفتقد الى الوسيط بينه وبين واقعه الخارجي ، وينقطع الاتصال به. ويبدو أن هذا النكوص المدفوع بالقلق النفسي ، ما يزال يشكل الفكرة الأساسية في كتابات المنظور النفسي الدينامي Psychodynamic بخصوص الفصام . ومع ذلك فأن المنظّرين الجدد من هذا الاتجاه شددوا على دور العوامل الشخصية المتبادلة interpersonal بشكل اكثر قوة مما كان قد فعله فرويد .

بينما يرجع الفريد ادلر الذهان سواء كان فصاماً أم ذهان الهوس والاكتئاب إلى خليط من أسباب نفسية وأسباب جسمية. ووضع ادلر أهمية كبيرة على فهم المنطق الخاص لمريض الذهان والخلط الذي يميز هذيانات العظمة وخيالات الاكتئاب. ويري أدلر أنه بينما قد يعاني العصابي من الشعور بالفشل سواء كان هذا الشعور حقيقياً أو متخيلاً، فإن الذهاني لا يقبل الواقع الاجتماعي، وتعوض خيالاته شعوره باليأس من إمكان تحقيق أي أهمية في العالم الواقعي، أي أهمية في العالم الواقعي.

اما النظرية السلوكية فيبدو أن لقوانين التعلم أثارا يمكن كشفها وملاحظاتها في أنماط سلوكية فصامية متقنة يقوم بها

الفصاميون ، وهذا يشير إلى أهمية التعلم والاكتساب كعوامل نفسية لها مكانة كبيرة في تفسير حالات الفصام ،

ويفترض النموذج السلوكي إلى أن الاضطرابات عبارة عن أساليب غير توافقية متعلمة ، ولذلك فإن أفضل طريقة تفسيرها هي إعادة التعلم

إن السلوكيون سوف ينظرون إلى الاصطلاح "فصامباعتبار أن ليس له قيمة فيما يتعلق بعلم أسباب الأمراض Etiology

وحتى النظر إليه على نحو وصفي ،فان الاصطلاح سوف يرى باعتباره نافعا فقط ،

بقدر ما يصف بثقة نماذج خاصة من السلوك .

كذلك بتفسير أصل الفصام ،فان رأي السلوكية يتضمن نقاطا عديدة من الضعف منها ،أنه بالرغم من أن

التدعيم يعتبر مبدءا عاما محددا على نحو جيد فانه لا يوجد دليل مباشر لاكتساب السلوك الفصامي .

كما يرى بافلوف أن ردود الفعل الفصامية تعود إلى انتشار نوع من الكف الوقائي في المخ ،ونظرا لضعف

خلايا المخ عند الفصامي تصبح المنبهات العادية حادة وتؤدي بالتالي إلى تكوين الكف الوقائي ،ويتكون الكف

عادة في القشرة ولكنه يصل إلى جذع المخ ، وتتوقف الصورة الإكلينيكية على قوة ومدى عمليات الكف

،فنوبات الهياج في الكتاتونية مثلا تحدث في الحالات يكون الكف في القشرة لذلك حركات الكتاتوني في

نوبات الهياج مضطربة غير منتظمة ،وغير متناسقة ،ويرى الماديون أن ردود الأفعال الفصامية الأساس فيها ضعف خلايا المخ والسبب في هذا الضعف تسمم الكائن الحي كله بما في ذلك المخ واختلال العمليات الميتابولية وخاصة البروتينية ،أما سبب هذا التسمم فليس معروفا لحد الآن.
وترى النظرية المعرفية ان الأعراض البارزة للفصاميين  تتمثل في عجز وظيفة الانتباه . ومنذ عهد كرابلين وبلويلر وكذلك الكثير من الباحثين الذين ذكروا أن مشكلة الانتباه هي السبب الرئيسي للفصام مع نمو الأعراض الأخرى نتيجة لمشكلة الانتباه.

النظرية  البيولوجية: 1الوراثة: نشأ الاعتقاد ان للفصام اساسا وراثيا من ملاحظة ارتفاع معدلات حدوثه في عائلات معينة دون اخرى٫وتمت ملاحظة ذلك على مدى ثلاثة اجيال فاذا كان احد الابوين واحد الاخوة قد اصيب بالفصام فان نسبة حدوثه بين باقي الاخوة تتراوح بين 4-10%. ولذا ان بحوث الوراثة ترجح ان الفصام يورث عبر جينات متعددة كما يتضح من دراسة التوائم ومن دراسات التبني ومما يدعم هذا الاعتقاد ان الفصام ينتشر بين اقارب الدرجة الاولى للمريض حوالي 10الى 12% وان نسبة انتشاره بين ابناء الابوين المصابين وصل الى 50% 2- فرط النور ادرينالين حيث وجدت الابحاث ان زيادة نشاط هذا الناقل في الفصام يؤدي الى زيادة حساسية الجهاز العصبي للمثيرات الحسية الواردة من البيئة . 3_ فرض حامض امينوبيوتيريك حيث يؤدي انخفاض نشاط هذا الناقل الى زيادة نشاط الدوبامين . 4_ فرض الدوبامين : حيث وحدت الدراسات والابحاث ان أعراض الفصام تعود الى زيادة حساسية مستقبلات ناقل الدوبامين العصبي ، او زيادة نشاط هذا الناقل في المخ ، ويسود بين العلماء الآن اعتقاد مؤداه ان المسارات الدوبامينية الخاصة بمنتصف لحاء قشرة المخ وبالفص الطرفي تلعب دورا جد هام في الفصام وحدوث اعراضه . 5-فرض السيروتونين : حيث تمت ملاحظة ان ناقل السيروتونين يتخذ شكلا غير طبيعي في بعض مرضى الفصام المزمن حيث تفيد بحوث بانخفاض نسبته في الدم وبحوث اخرى تفيد بارتفاع نسبته في الدم المهم هو انها اكدت وجود اختلالات في الوظيفة . 6_ المواد المهلوسة حيث راى البعض ان بعض المواد الامينية الموجودة اساسا في الجسم تتحول الى مواد تسبب الهلاوس من خلال عملية تمثيل كيميائي غير طبيعية

نستنتج مما سبق ان الفصام من اخطر الأمراض العقلية التي تصيب الإنسان وتسبب له المشاكل التى تبعده عن أهله وأصدقائه وتدفعه إلي العزلة والانطواء على ذاته ليسبح في أحلام خيالية لا تمت إلى الواقع بصلة ، وقد تعددت النظريات التي تناولته فنجد فرويد يرجعه الى النكوص اما ادلر يرجعه الى أسباب نفسية واجتماعية اما النظرية السلوكية فترجعه الى التعلم ، بينما ترجعه النظرية المعرفية الى عجز وظيفة الانتباه ، وأخيرا النظرية البيولوجية التي ترى  ان هناك عوامل وراثية وكيميائية وعصبية  تعتبر المسببة في حدوث الفصام .

تعليقات