محاضرات علم النفس العصبي الغدي
إعداد: أ. د أحمان لبنى
المحاضرة الثانية- المحور تحت المهاد البصري ، النخامي – الغدي الكظري (الوطاء)
تتمثل أهم الوظائف الايعاشية للوطاء Hypothalamus في:
1- التنظيم القلبي الوعائي:
يمكن أن يولد التنبيه في مختلف الباحات المنتشرة في الوطاء تأثير عصبي المنشأ معروف على الجهاز القلبي الوعائي، والذي يمكن ان يشمل زيادة الضغط الشرياني أو نقصانه، وزيادة سرعة القلب أو نقصانها،
2- تنظیم درجة حرارة الجسم:
يعمل الوطاء على تنظيم درجة حرارة الجسم، وتؤدي زيادة درجة حرارة الدم الذي يجري خلال الباحة أمام البصرية إلى زيادة فعالية العصبونات الحساسة لدرجة الحرارة، بينما يؤدي نقص درجة الحرارة إلى نقص فعاليتها، وتتحكم هذه العصبونات في آليات زيادة أو نقصان درجة حرارة الجسم. كما سيتم توضيحه فيما يلي:
- آليات إنقاص درجة الحرارة عندما يكون الجسم حارا جدا:
يستخدم نظام التحكم في درجات الحرارة بالجسم ثلاث آليات مهمة لتقليل درجة حرارة الجسم
عندما تصبح درجة حرارته مرتفعة جدا:
توسع الأوعية الدموية توسيع وعائي:
تتوسع الأوعية الدموية في الجلد كثيرا في كل أجزاء الجسم تقريبا، و يمكن أن يزيد توسع الأوعية الدموية التام من سرعة نقل الحرارة من لب الجسم الداخلي إلى الجلد بمقدار ثمانية أضعاف.
التعرق:
لزيادة درجة الحرارة تأثيرا يسبب زيادة حادة في سرعة فقدان الحرارة بالتبخر الذي يتولد من التعرق، والذي يحدث عندما ترتفع درجة حرارة لب الجسم الداخلي إلى أعلى من مستوى درجة الحرارة الحرجة 37 درجة مئوية ( 98.6 درجة فهرنهيت ). و تسبب زيادة 1 درجة مئوية إضافية في درجة حرارة الجسم تعرقا كافيا لإزالة عشرة أضعاف المعدل الأساسي لتوليد الحرارة في الجسم.
تقليل توليد الحرارة:
تثبط بشدة كل الآليات التي تولد الحرارة بإفراط، مثل القشعريرة وتوليد الحرارة الكيميائي المنشأ.
- آليات زيادة درجة الحرارة عندما يكون الجسم باردا جدا
عندما يكون الجسم باردا جدا، يبدأ نظام التحكم بدرجة الحرارة إجراءات معاكسة تماما، وهي كما يلي:
تضيق الأوعية الدموية في كل أنحاء الجسم
ويتولد تضيق الأوعية الدموية بتنبيه المراكز المسؤولة عن ذلك في الوطاء الخلفي.
انتصاب الشعر
انتصاب الشعرة يعني وقوفها على نهايتها، ويؤدي التنبيه العصبي اللا إردي إلى انقباض العضلات و الناصبة للشعر التي ترتكز على جريبات الشعر فتنصبها. وهذا ليس مهما في الإنسان بصفة عامة، لكن انتصاب الشعر في الحيوانات الدنيا يجعلها تحصر طبقة كثيفة من الهواء العازل بجوار الجلد مما يثبط نقل الحرارة إلى المحيط الخارجي لدرجة كبيرة.
زيادة توليد الحرارة
يزداد توليد الحرارة بالأنظمة الاستقلابية بتحفيز كل من: القشعريرة، أو استثارة الجهاز العصبي اللاإرادي لتوليد الحرارة أو إفراز هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية. تقتضي هذه الطرق في زيادة درجة الحرارة توضيحا إضافيا، كما يلي:
التنبيه الوطائي للقشعريرة
يتم تنشيط هذا المركز بالزيادة المفاجئة في توليد الحرارة عندما تهبط درجة حرارة الجسم إلى ما دون مستوى درجة الحرارة الحرجة. ومن الممكن أن يرتفع توليد الحرارة أثناء القشعريرة القصوى إلى ما يصل إلى أربعة أو خمسة أضعاف الحد السوي.
• الاستثارة الكيميائية لتوليد الحرارة
يمكن لكل من الأدرينالين والنورابينفرين الدورانيين في الدم أن يولدا زيادة فورية في سرعة الاستقلاب الخلوي؛ و يسمى هذا التأثير توليد الحرارة الكيميائي، وتتناسب درجة التوليد الحراري الكيميائي الذي يتم في حيوان تناسبا طرديا تقريبا مع كمية الدهن البني brown fat الذي يوجد في أنسجة الحيوان. وفي الإنسان البالغ الذي لا يملك دهنا بنيا تقريبا، فمن النادر أن يزيد توليد الحرارة الكيميائي من سرعة الحرارة لأكثر من 10 - 15 %. ولكن في الرضع الذين يملكون كمية صغيرة من الدهن البني في الحيز بين الكتفين، يمكن أن يزيد التوليد الحراري الكيميائي من سرعة توليد الحرارة بما يبلغ 100 %. ويحتمل أن يكون ذلك عاملا مهما في المحافظة على درجة حرارة الجسم السوية في الولدان.
• زيادة إنتاج هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية كسبب طويل الأمد لزيادة توليد الحرارة يزيد تبريد الباحة الوطائية الأمامية للوطاء من توليد هرمون إفرازي عصبي - أي الهرمون المحرر للثيروتروبين (هرمون مطلق لموجهة الدرقية )- من الوطاء . و يحمل هذا الهرمون بطريق الأوردة الوطائية البابية إلى الغدة النخامية أمامية حيث ينبه بدوره إفراز الهرمون منبه الدرقية. وينبه هذا بدوره زيادة في إنتاج هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية. وتؤدي زيادة هرمون الثيروكسين إلى زيادة في سرعة استقلاب الخلايا في كل أنحاء الجسم. وهذه هي آلية أخرى للتوليد الحراري الكيميائي. ولكن هذه الزيادة في الاستقلاب لا تحدث مباشرة ولكنها تحتاج إلى عدة أسابيع لكي تتضخم الغدة الدرقية قبل أن تصل إلى مستواها الجديد في إفراز هرمون الثيروكسين. ومن الممكن أن يسبب تعرض الحيوان للبرودة لعدة أسابيع إلى زيادة في حجم غدته الدرقية بما يصل إلى 20 - 40 %.
3- تنظيم ماء الجسم
ينظم الوطاء ماء الجسم بطريقتين مختلفتين توليد إحساس العطش فعندما يزداد تركيز الکهارل داخل عصبونات هذا المركز أو المراكز المرتبطة به، تتولد لدى الكائن الحي رغبة جامحة لشرب الماء، فيبحث عن أقرب مصدر للماء ليشرب منه ما يكفي لإعادة تركيز کہارل عصبونات العطش إلى مستواها السوي.
التحكم في إفراغ الماء في البول والمسؤول عنه بصورة رئيسية هـو الـنـواة فـوق البصرية؛ التي تتحكم في إفراز الهرمون المضاد للإبالة (الفازوبروسين).
4- تنظيم قلوصية الرحم وقذف الحليب من الثديين
وذلك من خلال تحكم النواة جنيب البطين في إفراز هرمون الأكسيتوسين، الذي يفرز بكميات كبيرة عند نهاية الحمل ممـا يـحـفـز تقلصات الولادة التي تقذف الجنين، كما يتم افـرازه استجابة للإشارات من الحلمة إلى الوطاء، ليحفز قذف الحليب خلال الحلمتين ليتمكن الـولـيـد من أن يغذي نفسه.
5- التنظيم المعدي المعوي والتغذوي
يؤدي تنبيه باحات عديدة في الوطاء إلى الشعور بالجوع لدى الكائن الحي، ورغبة ملحة في البحث عن الطعام، والباحات المعنية بالجوع لأكثر درجة هي الباحات الوطائية الوحشي، وعلى العكس يؤدي إتلاف هذه الباحة إلى فقد الشهية للطعام.
كما يوجد في الوطاء مركز للشبع، وهو يقع في النواة البطيبنية الانسية ؛ وعند تنبيه هذا المركز كهربائيا في حيوان يتناول طعامه فإنه ينقطع عنه رأسـا ولـن يعـود يبدي رغبة في الطعام، وإذا أتلفت هذه الباحة في الجهتين فلن يعد بالإمكان إشباع هذا الحيوان مما يولد السمنة المفرطة، بسبب فرط فعالية مراكز الجوع الوطائية.
وتساهم الأجسام الحلمية بالوطاء في التحكم الشامل في النشاط المعدي المعوي، والتحكم الجزئي على الأقل بأنماط العديد من منعكسات التغذية مثل لعق الشفتين والبلع.
6- التحكم في الافراز الصماوي بالغدة النخامية الأمامية
تقع أجسام الخلايا التي تفرز الهرمونات المحفزة والمثبطة لافراز الغدة النخامية بصورة رئيسية في النوى الانسية القاعدية للوطاء، وخاصة في المنطقة حول البطين، والنواة المقوسة، وجزء من النواة البطينية الانسية.

تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك