مدخل
ان مصطلح الشخصية السيكوباتية في القديم كان فيه غموض كبير من حيث توصيف وتصنيف هذا الاضطراب على أساس التداخلات المرتبطة بهذا الاضطراب على المستوى الاكلينيكي، والسلوكي والأخلاقي، فمثلا حسب المدرسة الفرنسية في الطب العقلي تم وصف الاضطراب على انه اعتلال على مستوى القدرات العقلية.
السلوكات السيكوباتية تتكون من مجموع غير متجانسة من الأفعال لا تتسق مع النظم الاجتماعية، هناك الكثر من الاعراض الذهانية التي تكون او تظهر في شكل سلوكات سيكوباتية في جدولها العيادي.
تفسير هذه السلوكات اللااجتماعية ومحاولة العلماء فهمها ووضعها في اطارها القانوني ،خاصة ما تعلق بالمسؤولية الجنائية طرحت الكثير من التساؤلات من حيث تحمل السيكوباتي الجاني مسؤولية افعاله او لا ؟ .
بصرف النظر عن السببية المرضية والخاصئص لهذه السلوكات جعلت عملية البحث في هذا الاضطراب صعب وهذا نظرا للمسائل الاتية:
ظاهرة عدم الاستقرار الاجتماعي يجعل عملية ضبط متغيرات العينة شيء صعب جدا.
صعوبة الحصول على معلومات حقيقية من هذه الفئة ،مما يصعب انخراطهم خاصة في الدراسات التي تحتاج متابعة زمنية ودقيقة
الصعوبة الأخيرة تتمثل في مدى وجود ادوية نفسية تزاول مفعول على هذه الاعراض.
2- الشخصية المضادة للمجتمع في التصنيفات :
في التصنيفات الحالية لهذه الشخصية نجد توصيفين وهما اضطرابات السلوك و الثاني الشخصية المضادة للمجتمع
في التصنيف الاحصائي الخامس تم ادراج السلوكات المضادة للمجتمع ضمن اضطرابات الشخصية،او السيكوباتية .
اهم الاعراض التي تم ذكرها:
شعور عام بالاحتقار ، وسلوكات التعدي والخرق اتجاه المجتمع والتي تبدا في الغالب في سن 15 والتي تكون في شكل:
صعوبة في التكيف مع النظم الاجتماعية والتي تترجم في السلوكات المنتظمة
ميل مستمر في استخدام سلوكات الكذب والمراوغة والاحتيال.
صعوبة في التخطيط للمستقبل
السرعة في التهيج والعدوانية والتي تظهر من الشجارات المتكررة.
اهمال واستهزاء غير مسؤول اتجاه السلامة الشخصية
عدم المسؤولية واللامبالاة يمكن تسجيلها او ترجمتها من خلال عدم قدرة الشخص على الاستقرار على عمل او مهنة واحدة.
غياب التأنيب او اللوم والذي يسجل من خلال عملية التبرير لكل افعاله.
اما المنظمة العالمية للصحة CIM 10 فقد وصفت هذا الاضطراب بانه:
هو اضطراب في الشخصية يمكن فهمه من خلال البون الشاسع بين السلوك والقيم الاجتماعية وتتمثل خصائصه في :
برودة عاطفية اتجاه مشاعر الاخرين
اتجاهات لامسؤولة تظهر بشكل حاد ومستمر من خلال احتقار النظم الاجتماعية
صعوبة في إيجاد والمحافظة على علاقات اجتماعية متينة وثابتة.
عدم القدرة على تحمل الاحباطات .
هذا الاضطراب يكون مصحوب بسلوكات عدوانية تظهر في الغالب في مراحل مبكرة من العمر وهذه المؤشرات كلها من شأنها ان تعزز المنظور التشخيصي لهذا الاضطراب.
3-اعراض الشخصية السيكوباتية Sémiologie des conduites psychopathique:
من اجل فهم وتحديد اعراض هذا الاضطراب يجب فهمها من خلال السياق التفاعلي الفردي او الاجتماعي او الثقافي لذا سوف يتم تناول هذه الاعراض حسب السياق الذي يعيشه الفرد.
أولا الاعراض وفق المدلول الفردي: يمكن تحديد في هذا السياق عدة اعراض نذكرها فيما يلي :
الميل للمرور الى الفعل: والتي لها دلالة على انها استجابات سيكوباتية والتي تمثل نموذج لاستجابات غير متوافقة او متناسبة مع الموقف المعاش ومن اهم الاستجابات التي تعكس هذا العرض سلوكات انتحارية ،هروب،نوبات غضب او هياج .
تبعية و صعوبة في التقمصات: وهي نتيجة استحالة القيام باي فعل دون الاستناد على شخص اخر واعتباره كنموذج وهنا يتعلق الامر بتقمص لاتكيفي هذه التبعية تبين بنية الوضعية المثالية للشخصية .
السلبية والبحث عن النواحي الانفعالية
االاندفاعية: العدوانية تدل على وجود خلل في التكوين النفسي ،قيمة الشئ تتلائم مع حدة في وجود الرغبة ، تفكير هؤلاء الأشخاص بان الموضوع ا\ا لم يشبع في حينه سوف يفقد أهميته .
العدوانية : العدوانية تعبر عن خلل يرتبط على العموم مع وضعيات احباطية والتي تكون من خلال ميل في استفزاز الاخرين
ان العدوانية تدل على عدم التناسب بين الإمكانات والهدف المراد تحقيقه
المبالغة في تقدير تضخيم الذات وتترجم في طلب الحب بشكل مستحيل والتي يستحيل اشباعها وفق التصور الذي يملكه الشخص، هذا التصور الخاطئ يدخل الشخص بشكل دوري في حالة احباط نتيجة التناقض بين التصور والواقع.
خصوصية في الحياة الجنسية الدليل على ذلك من خطاب الشخص اوطبيعة التفكير المختل حول هذا الموضوع .
تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك