جزء الدماغ الذي يتحكّم في رغبة القطيع
ما هو الجزء من الدماغ الذي يتمتّع بما يكفي من القوّة ليطغى على فكر المرء،
و يولّد فيه الرغبة بأن يكون جزءاً من القطيع؟
يعتقد علماء الأعصاب أنّ الجزء المسؤول
عن ذلك هو شبكة عصبية تشمل النواة المتّكئة(النواة المعتمدة) Accumbens و التي تعرف باسم مركز المتعة. و هي جزء من الجهاز الحافّي المرتبط
بتوليد مشاعر وعواطف مثل الخوف و الثواب و العقاب و المتعة.
الشكل
رقم(1): النواة المتّكئة في مخّ فأر(NAc
= Nucleus Accumbens)
و عند تعريض أفراد لأوضاع اضطرّتهم إلى تغيير قراراتهم الفردية لتتماشى مع
قرارات المجموعة، رأى(فاسيلي كلوشاريف) و زملاؤه من جامعة بازل نشاطاً عصبياً في
أجزاء معيّنة من الفصّ الأمامي؛ أي الأجزاء التي تراقب السلوك، و النواة المتّكئة،
و ذلك باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
الشكل
رقم(2): المنطقة الوسطية؛ حيث اتّجاه الشخص يكون نحو اليسار: النواة المتّكئة
قريبة جدّا من المنطقة(34) في خريطة برودمان.
و لكن حين أغلقوا مؤقّتاً القشرة المخّية للمتطوّعين باستخدام إجراء غير
جراحي يعرف باسم التحفيز المغناطيسي عبر القحف، توقّف الأفراد عن تعديل سلوكهم
ليتوافق مع سلوك الجماعة؛ أي بعبارة أخرى، فإنّ تعطيل جزء معيّن من الدماغ جعل
الأفراد محصّنين مؤقّتاً ضدّ التأثير الاجتماعي، و بالتالي غير قادرين على
الانضمام إلى عقلية القطيع.
إنّ النواة المتّكئة مهمّة كذلك لفهم المحرّكين الرئيسين للقرارات المالية
للمتداولين: و هما المخاطر و المكافآت؛ حيث يقول(غريغوري بيرنز) أستاذ الاقتصاد
العصبي في جامعة إيموري في ولاية أتلانتا الأمريكية: '' في حين أنّ الأساس العصبي
للمخاطر صعب، لأنّه من الصعب تعريف مفهوم الخطر؛ حيث إنّ مفهومه مختلف بالنسبة للاقتصاديين
و علماء النفس، إلا أنّ تجربة المكافأة' يمكن تتبّعها إلى النواة المتّكئة".
و قد أكّدت دراساته دور مركز المتعة في التوسّط لإفراز الدوبامين، و هو
ناقل عصبي قويّ. و يرتبط الدوبامين كذلك بالإدمان؛ حيث إنّه يحفّز الكوكايين و الأمفيتامين
على إفراز الدوبامين، الذي يؤدّي إلى الشعور بالنشوة.
و بالنسبة إلى الأستاذ(بيرنز)، فإنّ تلقّي المكافأة ليس ضرورياً في الواقع.
فهو يقول: '' توقّع الحصول على المكافأة كاف لتوليد النشاط في هذا الجزء من
الدماغ. إنّ ما يساعد على توجيه القرارات المالية هو توقّع بما سيحدث في المستقبل".
و يقول إنّ هذا النظام يسلّط الضوء على عقلية القطيع: '' إنّه يساعد على تفسير
حاجتنا إلى الشعور بالانتماء. و تماماً كما يمكن أن يصنّف المراهقون الموسيقي
وفقاً لتصنيفات النجوم التي وضعها آخرون، تتأثّر أحكامنا بالرغبة في الانتماء إلى الحشد،
و توقعّات المكافأة بتقدير هذا الحشد".
و ليس من الضروري أن يكون المرء موجوداً مع الآخرين لتلقّي ردود الفعل التي
تشجّع على تغيير الرأي. يقول الأستاذ(بيرنز) الذي تبيّن دراساته هذا الأمر: '' قد
يتوقّف حافز معالجة المعلومات لدينا، و تتأثّر قراراتنا فقط إذا شعرنا أنّ الآخرين
لهم رأي آخر".
الشكل
رقم(3): مركز المتعة



تعليقات
إرسال تعليق
شكرا لك